واشنطن تقيّد حركة وفد البرهان في نيويورك وتؤكد العزلة الدبلوماسية لسلطة بورتسودان

أكتوبر 02, 2025 MA.A 0 تعليقات

 

واشنطن


واشنطن تقيّد حركة وفد البرهان في نيويورك وتؤكد العزلة الدبلوماسية لسلطة بورتسودان


في الأول من أكتوبر 2025، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية فرض قيود صارمة على تحركات الوفد الموفد من قبل رئيس مجلس السيادة الانتقالي في سلطة بورتسودان عبد الفتاح البرهان، للمشاركة في أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. القرار، الذي أكدته أيضًا وسائل إعلام تابعة للبرهان مثل صحيفة السوداني، نصّ على أن الوفد السوداني ملزم بالبقاء داخل نطاق جغرافي لا يتجاوز دائرة نصف قطرها 25 ميلاً من "كولومبوس سيركل" في مانهاتن، مع اشتراط الحصول على موافقة مسبقة من مكتب البعثات الأجنبية في وزارة الخارجية الأمريكية لأي حركة خارج هذه المنطقة.

اللافت أن البرهان لم يسافر بنفسه إلى نيويورك لقيادة الوفد، بل فوّض رئيس الوزراء السوداني الدكتور كامل إدريس بترؤس الوفد، وهو ما اعتُبر مؤشراً إضافياً على حالة العزلة الدبلوماسية التي تلاحق سلطة بورتسودان. فغياب البرهان عن قمة أممية بهذا الحجم يعكس تراجع مكانته الدولية، في وقت تتصاعد فيه الضغوط الخارجية والداخلية على قيادته.

القرار الأمريكي لا يقف عند حد التقييد الجغرافي، بل يحمل رسالة سياسية واضحة مفادها أن واشنطن لا تنظر إلى البرهان بوصفه شريكًا كاملاً في الشرعية، وإنما كطرف يجب مراقبة تحركاته وضبطها. وقد سبق أن فرضت الولايات المتحدة قيودًا مشابهة على مسؤولين من دول مثل نيكاراغوا وفنزويلا والبرازيل، إلا أن تطبيقها في الحالة السودانية جاء ليؤكد حجم انعدام الثقة السياسي والأمني بشخص البرهان ومؤسسته.

هذه الخطوة الدبلوماسية تأتي في ظل استمرار المساعي الدولية والإقليمية لدفع عملية التفاوض عبر الرباعية (الإمارات، السعودية، مصر، الولايات المتحدة)، في محاولة لتجاوز حالة الانسداد السياسي التي تعيشها البلاد. وبذلك، فإن تقييد حركة وفد البرهان في نيويورك لا يُقرأ فقط بوصفه إجراءً فنياً، بل كإشارة قوية إلى أن مستقبل السلطة في بورتسودان بات محاطًا بسياج من العزلة وفقدان الشرعية على المسرح الدولي.

0 Comments: