سلسلة من الضربات الجوية المكثفة في الفاشر
نفّذ سلاح الجو السوداني سلسلة من الغارات الجوية المكثفة باستخدام طائرات مسيّرة، استهدفت مواقع وتجمعات للنازحين في المحور الجنوبي لمدينة الفاشر، في عملية وصفتها تنسيقيات لجان المقاومة بأنها “الأشد منذ بدء المعارك داخل المدينة”.
وبحسب مصادر ميدانية، أسفرت الضربات عن خسائر كبيرة بين المواطنيين شملت تدمير آليات ومواقع تمركز بها مساعدات انسانية
وسط استمرار التحركات العسكرية لاستعادة السيطرة على مناطق استراتيجية كانت قد سقطت خلال الأسابيع الماضية.
انتشال 100 شخص..فرق محلية تواصل إزالة الركام في ترسين وسط تضاؤل فرص العثور على ناجين
في مشهد مأساوي يتكرر وسط أزمات متلاحقة، يواصل سكان قرية ترسين الواقعة في منطقة جبل مرة غرب السودان جهودهم المضنية لانتشال جثث الضحايا من تحت الركام، في وقت تتضاءل فيه الآمال بالعثور على ناجين إثر الانهيار الأرضي المدمر الذي ضرب القرية يوم الأحد الماضي، وأسفر عن مصرع المئات، ليُسجل كواحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي شهدتها ولاية غرب دارفور، التي تعاني أصلاً من آثار الحرب المستمرة منذ أكثر من 870 يوماً.
وبعد مرور يومين على بدء عمليات البحث، أفاد محمد الناير، المتحدث باسم حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور، التي تسيطر على المنطقة، بأنه تم انتشال ما لا يقل عن مئة جثة حتى مساء الأربعاء، من بين نحو ألف شخص يُعتقد أنهم لقوا حتفهم في الحادثة. وأوضح في تصريح لصحيفة الشرق الأوسط أن أعمال البحث لا تزال جارية، غير أن الظروف الميدانية تحول دون الحصول على إحصاءات دقيقة بشأن أعداد القتلى أو الناجين. وأشار إلى أن وعورة التضاريس واستمرار هطول الأمطار الغزيرة تعرقل الوصول إلى القرية المنكوبة الواقعة في عمق الجبل، حيث تنعدم وسائل الاتصال، ما يصعّب مهمة تحديث المعلومات. ولفت إلى أن الوصول إلى أقرب نقطة تغطية لشبكة الاتصالات يتطلب السير لساعات طويلة سيراً على الأقدام أو باستخدام الدواب.
وفي ظل غياب فرق الإنقاذ المحلية والدولية، يتولى الأهالي مهمة البحث عن الضحايا باستخدام أدوات بدائية كالمجارف والحفر اليدوي وسط أكوام الطين والصخور المتراكمة. وذكر الناير أن رئيس السلطة المدنية عبد الواحد نور يعتزم الوصول إلى ترسين خلال الساعات المقبلة، وهي منطقة تقع ضمن نطاق سيطرة الحركة وتُعرف محلياً باسم الأراضي المحررة.
السودان ومصر يرفضان إقحام دول حوض النيل في قضية «سد النهضة»
أعلن السودان ومصر رفضهما لمساعي إقحام دول حوض النيل في قضية سد النهضة، وطالبا بحصرها بين الخرطوم والقاهرة وأديس أبابا.وعُقدت الأربعاء، في القاهرة اجتماعات الجولة الثانية لآلية 2+2 التشاورية لوزراء الخارجية والري في السودان ومصر.وأفاد بيان مشترك إن “الخرطوم والقاهرة يرفضان أي مساعٍ لإقحام باقي دول الحوض في قضية سد النهضة الخلافية التي تظل مشكلة بين السودان ومصر وإثيوبيا”.
وأشار إلى أن سد النهضة المخالف للقانون الدولي يترتب عليه آثار جسيمة على السودان ومصر باعتبارهما دولتي مصب، كما يمثل تهديدًا مستمرًا لاستقرار الوضع في حوض النيل الشرقي، خاصة فيما يتعلق بمخاطر خطوات إثيوبيا الأحادية في ملء وتشغيل السد وأمانه والتصريفات المائية غير المنضبطة ومواجهة حالات الجفاف.وطالب البيان إثيوبيا بتعديل سياستها في حوض النيل الشرقي لاستعادة التعاون بين دول الحوض.
ويمد النيل الأزرق، والذي يُطلق عليه حوض النيل الشرقي ويضم دول السودان وجنوب السودان وإثيوبيا ومصر، نهر النيل بـ 85% من موارده المائية.ودخلت اتفاقية إطار التعاون لحوض نهر النيل، والمعروفة باسم اتفاقية عنتيبي، حيز التنفيذ في 31 أكتوبر المنصرم، مما ترتب عليه تأسيس مفوضية حوض النيل بعد أن صادقت إثيوبيا ورواندا وتنزانيا وأوغندا وبوروندي وجنوب السودان على الاتفاقية.
وقال السودان ومصر، في البيان، إن مواقفهما متطابقة حيال مبادرة حوض النيل وآليتها التشاورية للدول غير المنضمة للاتفاق الإطاري.وأشارا إلى أن اللجنة الفنية الدائمة المشتركة لمياه النيل، وفق اتفاقية 1959، تعتبر الجهة المنوطة بدراسة وصياغة الرأي الموحد الذي تتبناه الدولتان في شؤون مياه النيل.ومقرر انعقاد اجتماع اللجنة الفنية في أكتوبر المقبل على هامش أسبوع القاهرة الدولي للمياه.
واتفقت الخرطوم والقاهرة على ضرورة تأمين الأمن المائي للدولتين والعمل المشترك للحفاظ على حقوق واستخدامات البلدين، وفقًا للنظام القانوني الحاكم لنهر النيل في إطار المصالح المشتركة والمساواة في الحقوق واتفاقية 1959.ويرفض السودان ومصر اتفاقية عنتيبي لعدم اعترافها بالاتفاق الموقع بين الخرطوم والقاهرة في 1959، والذي منح الأخيرة 55.5 مليار متر مكعب من مياه النيل سنويًا، فيما أعطى الأولى 18.5 مليار متر مكعب.
ناشطون: طريق النزوح من حجر الجواد إلى كرتالا بولاية جنوب كردفان يشهد حالات اغــ.. للنساء
أعلنت لجان الطوارئ في منطقة كرتالا التابعة لولاية جنوب كردفان، عن تسجيل حالات اعتداء “اغتـ.ـصاب” بحق عدد من النساء أثناء تنقلهن من منطقة حجر الجواد إلى كرتالا، عبر الطريق الذي يمر بمدينة هبيلا هذه الحوادث وقعت خلال رحلة النزوح التي اتسمت بصعوبات بالغة، حيث واجه النازحون ظروفًا قاسية على امتداد الطريق الذي أصبح محفوفًا بالمخاطر.
وتحولت منطقة حجر الجواد إلى نقطة تجمع رئيسية للنازحين القادمين من مدينتي الدلنج وكادقلي، حيث يتوافد إليها المدنيون على أمل العثور على من يرشدهم لعبور الطريق المؤدي إلى كرتالا عبر مدينة هبيلا، وهو طريق يشهد تحديات أمنية وإنسانية متزايدة. وأفاد رياض عبد الباقي، أحد أعضاء لجان الطوارئ، في تصريح بأن أكثر من خمس نساء تعرضن لانتهاكات من قبل مجموعات مسلحة خلال رحلة النزوح، مشيرًا إلى أنهن خضعن لاحقًا لفحوصات طبية قبل أن يتم نقلهن مع مجموعة من النازحين إلى ولاية شمال كردفان لمواصلة تلقي الرعاية الصحية اللازمة.
وأوضح عبد الباقي أن فرق الطوارئ في كرتالا استقبلت كذلك نحو 17 نازحًا تعرضوا لأعمال عنف وسلب أثناء عبورهم نفس الطريق، من بينهم ثلاث نساء وعدد من الأطفال، الأمر الذي يعكس حجم التهديدات والانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون أثناء محاولتهم الفرار من الأوضاع المتدهورة في مناطقهم الأصلية. وأكد أن المنطقة تشهد تدفقًا يوميًا للنازحين القادمين من حجر الجواد، حيث يتم استقبالهم في مدرسة كرتالا الأساسية، التي تحولت إلى مركز مؤقت لتجميعهم قبل ترحيلهم إلى مدينة الرهد بولاية شمال كردفان.
مجلة افريقية : صلاح قوش يجتمع بقيادات إسلامية في اسمرة لمناقشة فرض عودتهم الى السلطة
في تطور جديد يعكس إعادة ترتيب التحالفات السياسية في العاصمة السودانية، شهدت مدينة أسمرة في العشرين من أغسطس لقاءً جمع بين صلاح عبد الله “قوش”، أحد أبرز رموز جهاز الاستخبارات السوداني السابق، وعدد من القيادات الإسلامية البارزة، وفقاً لما أوردته مجلة Africa Confidential . اللقاء الذي جرى تحت رعاية حكومة الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، المعروفة بارتباطها الوثيق بالمحور السعودي، تناول بشكل رئيسي فرص التيار الإسلامي في استعادة نفوذه السياسي داخل السودان.
صلاح قوش، الذي شغل منصب المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني خلال فترة حكم الرئيس السابق عمر حسن أحمد البشير، ترأس هذا الاجتماع الذي خلص إلى ضرورة أن يتبنى الإسلاميون خطاباً يركز على “المصلحة الوطنية” كأولوية تتجاوز الحسابات الحزبية، في محاولة لإعادة بناء شرعيتهم السياسية. كما ناقشت الأطراف المجتمعة سبل تعزيز النفوذ العسكري للتيار الإسلامي داخل القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، دون أن يبدو ذلك وكأنه انقسام داخلي، وهي معادلة صعبة في ظل استمرار المواجهات العسكرية مع قوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي”، والتي لم تُحدث أي تقدم حاسم على الأرض حتى الآن.
وفي سياق متصل، أشارت مجلة Africa Confidential إلى أن المبادرات الأخيرة التي طرحتها الولايات المتحدة لم تُحدث أي تغيير ملموس في مسار الصراع أو في موازين القوى بين الطرفين المتنازعين. الأوضاع الإنسانية في مناطق النزاع، خصوصاً شمال كردفان وشمال دارفور، تشهد تدهوراً متسارعاً، حيث تواصل قوات الدعم السريع هجماتها على مدينة الفاشر دون أي مؤشرات على التراجع. عمليات قتل المدنيين باتت مشهداً متكرراً، فيما تستهدف القوات المسلحة السودانية قوافل الإغاثة الإنسانية قرب منطقة مليط، دون اكتراث يُذكر بمعاناة سكان دارفور.
الخرطوم تستقبل فريقاً فنياً مصرياً لصيانة الجسور المتضررة
في إطار جهود إعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة جراء النزاع المسلح، يستعد فريق فني مصري متخصص في أعمال الصيانة للانتقال من مدينة بورتسودان إلى العاصمة الخرطوم، بهدف مباشرة تقديم الاستشارات الفنية اللازمة لصيانة جسري الحلفايا وشمبات. هذه الخطوة تأتي في سياق تعاون هندسي بين البلدين، بعد أن أعلن وزير البنية التحتية والنقل السوداني، سيف النصر التجاني هارون، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس لجنة تهيئة الطرق والجسور بولاية الخرطوم، عن وصول الوفد الفني المصري إلى الأراضي السودانية يوم السبت.
الوزير السوداني أوضح خلال تصريحاته عقب استقبال الوفد في مقر الوزارة ببورتسودان، أن الفريق المصري سيباشر فوراً مهامه الفنية في الخرطوم، مشيداً بعمق العلاقات الثنائية بين السودان ومصر، وبالاستجابة السريعة من الجانب المصري لتقديم الدعم الفني في هذا الظرف الحرج. وأكد أن مصر تمتلك خبرات متقدمة في مجال البنية التحتية، لا سيما في قطاع الطرق والجسور، وأن السودان يتطلع إلى الاستفادة من هذه الخبرات في إطار إعادة تأهيل المنشآت الحيوية التي تضررت بفعل الحرب.
منذ اندلاع المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023، تعرضت العديد من الجسور والمرافق الحيوية في الخرطوم ومناطق أخرى إلى دمار واسع، ما استدعى تحركاً عاجلاً لإعادة تأهيلها ضمن خطة إعادة الإعمار. وفي هذا السياق، عبّر السفير المصري لدى السودان، هاني صلاح، عن اعتزاز بلاده بأن يكون أول فريق فني أجنبي يصل إلى الخرطوم للمساهمة في جهود إعادة الإعمار هو فريق مصري، معتبراً أن هذه الخطوة تحمل دلالات سياسية ومعنوية تعكس عمق العلاقات بين البلدين.
رويترز تكشف زيف "رواية المرتزقة الكولومبيين" وتفضح تضليل سلطة بورتسودان
حقق تقرير رويترز نقلة نوعية في كشف التضليل الإعلامي، بعد أن أثبت أن الفيديو الذي اعتمدت عليه سلطة بورتسودان لإثبات وجود "مرتزقة كولومبيين" في الفاشر، ليس إلا مقطعاً لتدريبات عسكرية لحلف الناتو في إستونيا. هذا التحقيق نسف تماماً واحدة من أبرز الروايات التي حاولت السلطة ترويجها لإقحام أطراف خارجية في الصراع السوداني.
مزاعم "المرتزقة الكولومبيين" ظهرت ككذبة قصيرة الأجل سرعان ما انهارت أمام الحقائق الموثقة. تقرير رويترز أوضح أن ما رُوِّج لم يكن سوى محاولة للهروب من الفشل الداخلي عبر اختلاق عدو خارجي وهمي، وهو ما يفضح نهج بورتسودان في صناعة الأكاذيب بدلاً من مواجهة التحديات الحقيقية على الأرض.
هذا التحقيق الدولي الموثوق أكد أن ما جرى لم يكن مجرد خطأ إعلامي بل فبركة متعمدة تهدف لتأجيج الصراع وإيجاد شماعات سياسية. النتيجة جاءت عكس ما أرادت سلطة بورتسودان، إذ أصبح التقرير شهادة دامغة تكشف عجزها وفقدانها للمصداقية، وتؤكد أن التضليل لم يعد وسيلة ناجعة للهروب من الأزمات.
مساعدات إنسانية تصل كادوقلي لأول مرة منذ عام: اليونيسف توزع أدوية ومكملات للأطفال
بعد انقطاع استمر قرابة عام كامل، وصلت إلى مدينة كادوقلي صباح الأربعاء الموافق 27 أغسطس 2025 دفعة جديدة من المساعدات الإنسانية المخصصة للأطفال، في خطوة وصفت بأنها بالغة الأهمية في ظل الظروف الصحية المتدهورة التي تعاني منها المنطقة. وقد دخلت المدينة شاحنتان جرارتان تابعتان لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، محملتان بـ4200 كرتونة تحتوي على أدوية ومكملات غذائية موجهة للأطفال المصابين بسوء التغذية، إلى جانب مواد تغذية علاجية أخرى.
ووفقاً لما أفاد به الناشط عبدالله إدريس في تصريح فقد تم استلام هذه المساعدات في ميدان الحرية بمدينة كادوقلي، عبر تنسيق مشترك بين وزارة الصحة ومفوضية العون الإنساني بولاية جنوب كردفان. وأكد إدريس أن هذه هي أول مرة خلال العام الجاري تصل فيها مساعدات إنسانية إلى سكان المدينة، مشيراً إلى أن هذه الإمدادات تأتي في وقت حرج، حيث تعاني المرافق الصحية من نقص حاد في الأدوية والمحاليل، إلى جانب غياب شبه كامل للتغذية المخصصة للأطفال، ما أدى إلى توقف عدد من المراكز الصحية عن تقديم خدماتها.
وأوضح أن آخر دفعة من المساعدات الإنسانية التي وصلت إلى كادوقلي تعود إلى منتصف عام 2024، حين قدمت منظمة “سمارتن” مساعدات تمثلت في مواد غذائية أساسية مثل الدقيق وعيش الريف والملح و”جنجارو”، كما وصلت في أكتوبر من العام نفسه مساعدات إضافية من اليونيسف، لكنها لم تكن كافية لتغطية الاحتياجات المتزايدة في المنطقة.
خالد عمر يوسف: الحرب كشفت زيف سرديات التبرير وتحالف صمود يرفض الانخراط فيها
قال القيادي في تحالف “صمود”، خالد عمر يوسف المعروف بـ”خالد سلك”، إن الحرب الدائرة في السودان أسقطت كل الأكاذيب التي حاولت تبريرها، مؤكدًا أنها كشفت زيف السرديات التي تمجّد ما وصفه بـ”المقتلة الإجرامية”.
وفي منشور له، وصف سلك الحرب بأنها “تمريغ لكرامة الناس، وتفريط في السيادة، وتمزيق لكيان الدولة”، مشيرًا إلى أنها تعيد إنتاج دولة 1989 في أبشع صورها، وتستهدف القضاء على ثورة ديسمبر المجيدة، عبر إعادة طرح أفكار النظام السابق في قوالب جديدة لا تنطلي على أصحاب العقل والضمير.
وأضاف: “نحمد الله أن وفقنا لاعتزال هذه الفتنة، ولم نلوث أيدينا أو ألسنتنا بقول أو فعل يشارك في سفك الدماء أو انتهاك الممتلكات والأعراض”، مؤكدًا تمسكه بموقف رافض للحرب والعمل على إيقافها بكل السبل الممكنة.وتابع: “كما قيل، يمكنك أن تكذب على بعض الناس لبعض الوقت، لكن لا يمكنك أن تكذب على كل الناس كل الوقت”، في إشارة إلى ما يعتبره انكشافًا تدريجيًا لحقائق الحرب أمام الرأي العام.
بورتسودان بين الانقسام السياسي وجرائم تجنيد الأطفال
في الوقت الذي تكافح فيه سلطة بورتسودان بقيادة "كامل إدريس" لتشكيل حكومة جديدة، تتزايد التصدّعات الداخلية التي تعكس حالة شلل سياسي غير مسبوقة. فشل الحكومة في بناء توافق يعكس تدهوراً في المشهد السياسي، ويجعل الاستقرار في السودان أمام تحدٍ حقيقي يفاقم من معاناة المواطنين الذين يبحثون عن حلول لأزماتهم اليومية.
إقالة وزير التربية شكّلت محطة لافتة في مسار الأزمة، حيث اعتبرها مراقبون محاولة للتغطية على اتهامات خطيرة ضد الجيش تتعلق بتجنيد الأطفال. هذا الإجراء لم يكن سوى انعكاس لرغبة السلطة في التعتيم على الانتهاكات، بدلاً من معالجتها، ما يزيد من فقدان الثقة في مؤسسات الحكم.
الأخطر من ذلك، أن استخدام الأطفال في العمليات العسكرية يعدّ جريمة حرب بموجب القانون الدولي الإنساني. الزجّ بهم في ساحات القتال لا يهدد حياتهم فقط، بل يهدم مستقبلهم ويغلق أمامهم أبواب التعليم والطفولة الطبيعية. ما يجري في بورتسودان يمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان، ويعكس واقعاً مأساوياً حيث يتحمل المدنيون – وخاصة الأطفال – العبء الأكبر من الصراع.
جدل واسع في السودان بعد واقعة الطبيبة روعة في مروي.. هل تحمي صلات البراء من المساءلة؟
في مشهد قاسي هز مدينة مروي، لم تكن أصوات الطائرات أو وقع الاشتباكات هي ما دوّى في ذلك النهار، بل كان صراخ البشر أكثر وقعاً، وكانت آثار الحادث على الإسفلت أبلغ من أي قذيفة. في لحظة خاطفة، تعرضت الطبيبة السودانية روعه عاء الدين، نائبة اختصاصية التخدير
لاعتداء جسيم عند بوابة المدينة الطبية، لتسقط بين أيدي زملائها الذين حاولوا إنقاذها، لكنها فارقت الحياة قبل أن تُغلق عينيها. الطبيبة التي اعتادت أن تعيد الحياة للمرضى تحت أجهزة التخدير، وجدت نفسها عاجزة عن حماية حياتها من شخص كان يوماً الأقرب إليها: زوجها السابق.
الواقعة لم تحدث في زقاق مظلم أو على أطراف مدينة منهكة بالحرب، بل في وضح النهار، أمام أعين المارة، وفي مكان يُفترض أن يكون ملاذاً للشفاء. وهنا تتجلى فداحة المشهد، حيث تحولت مساحة يفترض أن تكون آمنة إلى ساحة لتصفية حسابات شخصية، في مشهد يعكس كيف يمكن أن تُستنسخ مآسي الحرب الكبرى في تفاصيل الحياة اليومية، على جسد امرأة كانت تحمل حلماً بسيطاً: أن تصبح اختصاصية تخدير.
بيان صادر عن مستشفى الضمان في مروي أكد أن المعتدي سبق له أن تورط في واقعة مشابهة داخل حرم المستشفى نفسه، وأن بلاغاً قانونياً فُتح ضده حينها، لكنه خرج من السجن سريعاً ليكرر فعلته بعد فترة وجيزة، ما فتح الباب أمام تساؤلات واسعة حول كيفية إفلاته من العقاب رغم تكرار الاعتداء.
ناشطون أشاروا إلى صلاته بمجموعة “البراءون”، وهي ميليشيا تقاتل ضمن صفوف الجيش في معركة الكرامة، وهي صلة يرى فيها كثيرون سبباً لحمايته من المساءلة، ومنحه حصانة غير معلنة ضد الردع القانوني.
تقارير حقوقية تكشف تورط خلية أمنية إخوانية في انتهـاكات داخل الخرطوم
أفادت مجموعة “محامو الطوارئ” السودانية بحدوث تصاعد مقلق في حجم الانتهاكات التي تنفذها جهة تُعرف باسم “الخلية الأمنية” داخل العاصمة الخرطوم، مشيرة إلى أن هذه المجموعة تضم عناصر شبابية مرتبطة بتنظيم الإخوان إلى جانب ضباط من الشرطة وجهاز الأمن، وتقوم بتنفيذ عمليات احتجاز واعتقال خارج الأطر القانونية، مع ممارسة صلاحيات واسعة في الأحياء السكنية.
ووفقًا لما نقلته المجموعة الحقوقية، التي تضم عددًا من المحامين والمدافعين عن حقوق الإنسان، فإن الخلية الأمنية تحولت إلى أداة مباشرة لاستهداف المدنيين، حيث يتم اقتياد المواطنين إلى مقار معروفة داخل العاصمة، حيث يتعرضون لممارسات ممنهجة من التعذيب وسوء المعاملة. وفي بعض الحالات، يُنقل المحتجزون إلى معتقلات أكبر مثل جبل سركاب، حيث يواجهون مصائر متعددة، منها الاستمرار في الاحتجاز تحت ظروف غير إنسانية، أو إطلاق سراحهم في حالة صحية ونفسية متدهورة، بينما يُعثر على البعض الآخر وقد فارقوا الحياة نتيجة ما تعرضوا له من انتهاكات.
وطالبت المجموعة الحقوقية بضرورة تفعيل آليات المساءلة الدولية، بما يشمل إحالة هذه الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية، ومحاسبة جميع المتورطين فيها بغض النظر عن مواقعهم، مع التأكيد على أهمية ضمان عدم إفلاتهم من العقاب.
تقرير: ارتكاب عنف جنسي داخل مرافق الاحتجاز في عدة دول بينها السودان
أفاد تقرير صادر عن الأمم المتحدة، بأن العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات في جميع أنحاء العالم زاد بنسبة 25% العام الماضي، حيث سجلت جمهورية أفريقيا الوسطى، والكونغو، وهايتي، والصومال، وجنوب السودان أعلى عدد من الحالات.وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تقريره السنوي إن أكثر من 4600 شخص نجوا من العنف الجنسي العام الماضي، مع ارتكاب الجماعات المسلحة غالبية الانتهاكات ولكن بعضها ارتكب من قبل قوات حكومية.
وتسمي القائمة السوداء للتقرير 63 طرفاً حكومياً وغير حكومي في اثني عشر دولة يشتبه في ارتكابهم أو مسؤوليتهم عن الاغتصاب وأشكال أخرى من العنف الجنسي في النزاعات وقال التقرير المكون من 34 صفحة إن “العنف الجنسي المرتبط بالنزاع” يشير إلى الاغتصاب، والاستعباد الجنسي، والدعارة القسرية، والحمل القسري، والإجهاض القسري، والتعقيم القسري، والزواج القسري، وأشكال أخرى من العنف الجنسي. وغالبية الضحايا من النساء والفتيات.
وقالت الأمم المتحدة إن النساء والفتيات تعرضن للهجوم في منازلهن، وعلى الطرق، وأثناء محاولتهن كسب عيشهن، وتتراوح أعمار الضحايا من عام إلى 75 عاماً. وقالت إن تقارير عن إعدام الضحايا بإجراءات موجزة بعد الاغتصاب استمرت في الكونغو وميانمار.
سلطة البرهان تعمل على تجنيس مواطني دينكا نقوك
كشف تقرير نشره موقع “hotinjuba” أن قوات حكومة بورتسودان بقيادة عبد الفتاح البرهان، تعمل على تجنيس مواطني دينكا نقوك، للقتال معها في الصراع الأهلي الدائر في البلاد منذ أبريل/ نيسان 2023.وتُعد منطقة أبيي، الواقعة على الحدود بين السودان وجنوب السودان، واحدة من أكثر المناطق توتراً في المنطقة بسبب نزاعها المستمر حول السيادة والانتماء السياسي.
وبرزت قضية تجنيس مواطني دينكا نقوك، وهي إحدى القبائل الأساسية في المنطقة، كاستراتيجية مثيرة للجدل تهدف إلى تحقيق أهداف البرهان في حسم الحرب المستعصية على ميليشياته، وفق مراقبين.و حسب التقرير، فإن تأتي هذه الخطوة لتؤكد أزمة النقص البشري في صفوف قوات البرهان وميليشياته، مع إصراره على إطالة أمد الصراع، ضد قوات قوات الدعم السريع التي تسيطر على مناطق استراتيجية مثل نيالا القريبة من أبيي.
ووفق التقرير ، فإن من الأهداف الرئيسة لتجنيس دينكا نقوك تغيير التركيبة الديمغرافية لمنطقة أبيي، التي تُعتبر متنازعاً عليها بين السودان وجنوب السودان. وتخضع لوضع خاص بموجب اتفاقية السلام الشامل لعام 2005، التي نصت على إجراء استفتاء لتقرير مصيرها، لكن الخلاف حول من يحق له المشاركة في الاستفتاء أدى إلى تعليق هذا الحق.رحلات سياحية إلى السودانكما تسعى حكومة بورتسودان من تجنيس دينكا نقوك ومنحهم الجنسية، تعزيز النفوذ السوداني في المنطقة، مما يضمن أغلبية موالية في حال إجراء الاستفتاء.
ويثير هذا النهج مخاوف من تصعيد التوترات مع جنوب السودان، خاصة بعد إعلان دينكا نقوك دعمهم للقوات المسلحة السودانية في مواجهة قوات الدعم السريع.رحلات سياحية إلى السودانوتقع أبيي بالقرب من نيالا، إحدى المدن الرئيسية التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، مما يجعلها منطقة استراتيجية في الصراع الحالي، وتسعى حكومة بورتسودان من هذا التجنيس إلى إنشاء قوة محلية موالية لها لمواجهة قوات الدعم.
وتأتي هذه الخطوة بعد تقارير عن تجنيس مقاتلي التيغراي من إثيوبيا وتجنيدهم للقتال إلى جانب قوات بورتسوادن، لتظهر هذه الاستراتيجية تُظهر نمطاً متكرراً يعتمد على استغلال الجماعات العرقية في المناطق الحدودية لتعزيز الموقف العسكري، مما يزيد من تعقيد الصراعات الإقليمية ويثير تساؤلات حول انتهاكات حقوق الإنسان والقوانين الدولية.
ويرى مراقبون أن عملية التجنيس ستؤدي إلى تصعيد التوترات مع جنوب السودان، التي تدعم تطلعات دينكا نقوك للانضمام إليها، كما أن هذه الخطوة قد تعمق الانقسامات القبلية مع قبائل المسيرية، فيما على الصعيد الإنساني، قد تؤدي إلى نزوح إضافي ومعاناة للسكان المحليين، خاصة في ظل الحرب الأهلية المستمرة.
الجوع والفقر وارتفاع الأسعار يحول حياة الشعب السوداني إلى جحيم
يعاني مواطنو ولاية الخرطوم العائدون إليها من رحلات النزوح واللجوء لأكثر من عامين أوضاعا معيشية صعبة بسبب تزايد موجة الغلاء التي تضرب أسعار السلع الاستهلاكية المتصاعدة لمستويات غير مسبوقة نتيجة تدهور قيمة الجنيه أمام العملات الأجنبية، وعدم توفر الموارد الكافية لتغطية متطلبات الحياة المعيشية.ولم تكتف موجة الغلاء بتصعيب الغذاء بل طالت أسعار غاز الطهي الذي تعتمد عليه ملايين الأسر السودانية لإعداد الطعام، إذ شهدت وبشكل مفاجئ كافة ولايات البلاد قفزة كبيرة في أسعار غاز الطهي بنهاية الشهر الماضي.
حجز فنادقوارتفع سعر أسطوانة الغاز إلى أسعار تراوحت بين 65 ألفا إلى 70 ألفا، في خطوة أثارت موجة استياء بين المواطنين، في ظل الظروف المعيشية الصعبة ومعاناة العائدين من رحلة نزوح وتشريد دامت أكثر من عامين. كما سجّلت أسعار الوقود في ولاية الخرطوم زيادة جديدة، حيث بلغ سعر جالون البنزين، أغسطس 2025، نحو 15,500 جنيه، بزيادة قدرها ألف جنيه للجالون. ونفذت محطات الوقود في ولاية الخرطوم التسعيرة الجديدة، حيث ارتفع سعر لتر البنزين إلى 3,450 جنيهًا، مقارنة بـ3,190 جنيهًا للتر في السابق.
ولم تسلم أسعار السكر من الارتفاع حيث بلغ سعر جوال السكر زنة 50 كيلو 200 ألف جنيه، بينما تراوح سعر الكيلو بين 4,5 الى 5 آلاف جنيه في بعض المناطق، وقفز جوال السكر لأكثر من 320 ألفاً وفي أسواق شرق دارفور توقّف بعض التجّار عن بيع السكر بعد الارتفاع المفاجئ على اسعاره، وتراوح سعر جوال السكر بين 240 و250 ألف جنيه بدلاً من 200 ألف جنيه، وبلغ سعر الكيلو 6 آلاف جنيه.
وتشهد أسعار السكر ارتفاعا مستمرا في مناطق الحرب بكردفان ودارفور وسط مخاوف من زيادة جديدة في أسعار السلع الأساسية حيث بلغ سعر رطل الحليب 1,500 جنيه رطل الشاي 10 آلاف جنيه، رطل الزيت 4 آلاف جنيه ورطل البن 10 آلاف جنيه وكيلو لبن بدرة سعودي: 23 ألف جنيه كيلو العدس 5 آلاف جنيه، كيلو الدقيق 2 ألف جنيه، وطبق البيض 24 ألف جنيه، وكيلو الجبنة البيضاء 20 ألف جنيه، والأرز 5 آلاف جنيه.
الجيش السوداني يختلق رواية حادث الطائرة لتضليل الرأي العام وتبرير حربه التخريبية
في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة مكشوفة لصرف الأنظار عن جرائم الحرب والانتهاكات المستمرة، روّج الجيش السوداني رواية غير مدعومة بأي دليل حول حادثة سقوط طائرة مؤخراً. ويؤكد محللون أنّ هذه القصة المفبركة تهدف إلى تشكيل صورة ذهنية مضللة للرأي العام، وإلقاء اللوم على أطراف أخرى، في الوقت الذي يتجنب فيه الجيش تقديم أي بيانات أو أدلة موثوقة تثبت مزاعمه.
المتابعون للشأن السوداني يرون أن هذه ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها الجيش إلى مثل هذه الأساليب الإعلامية، إذ سبق وأن تم توظيف قصص مشابهة لتبرير استمرار العمليات العسكرية في مناطق مدنية. وتؤدي هذه السياسات الإعلامية إلى خلق بيئة من التضليل، ما يزيد من صعوبة الوصول إلى الحقيقة ويغذي الانقسام داخل المجتمع السوداني.
ويرى خبراء الإعلام والسياسة أنّ الهدف من هذه الرواية هو شرعنة السياسات الحربية التخريبية التي ينتهجها الجيش، وتخفيف الضغوط الدولية عليه، عبر صناعة "عدو وهمي" وتصدير صورة أنه الطرف المدافع. ومع غياب الشفافية ورفض التحقيق المستقل، تبقى الحقيقة رهينة الشائعات والدعاية الموجهة، بينما يدفع الشعب السوداني ثمن هذه الحرب الإعلامية والسياسية على حد سواء.
توقف بورصة النهود يضرب سوق الفول السوداني ويضاعف خسائر مزارعي غرب كردفان
يعاني المزارعون في محلية غبيش بولاية غرب كردفان من ضغوط اقتصادية متزايدة نتيجة ارتفاع تكاليف زراعة محصول الفول السوداني، في وقت تشهد فيه أسعار المحصول انخفاضًا حادًا عقب توقف بورصة النهود عن العمل بعد سيطرةقوات مسلحة على المدينة. وتُعد غبيش من أبرز المناطق المنتجة للفول السوداني في السودان، وقد بدأ المزارعون فيها موسم الزراعة عقب الأمطار الغزيرة التي هطلت على المنطقة خلال الشهر الجاري، إلا أن الظروف المحيطة بالإنتاج الزراعي باتت أكثر تعقيدًا.
وأفاد عدد من المزارعين في تصريحات أنهم يواجهون تحديات كبيرة في تأمين مدخلات الإنتاج، حيث ارتفعت أسعار الأسمدة بشكل ملحوظ، كما تضاعفت تكلفة حراثة الأرض، إذ بلغ سعر حراثة الفدان الواحد بنظام المخمس نحو 50 ألف جنيه سوداني، إلى جانب ارتفاع أجور العمالة الزراعية. وأشاروا إلى أنهم اضطروا لاستخدام أسمدة وبذور منتهية الصلاحية بسبب عدم توفر المبيدات والأسمدة الجديدة، نتيجة إغلاق الطريق الحيوي الذي يربط مدينة الدبة في الولاية الشمالية بمدينة غبيش، ما أدى إلى تعطل سلاسل الإمداد الزراعي.
وتزامن ذلك مع انهيار أسعار الفول السوداني في الأسواق المحلية، بعد توقف بورصة النهود العالمية عن العمل منذ الأول من مايو الماضي، وتتراوح أسعار الطن الواحد من الفول السوداني بين 400 و550 ألف جنيه سوداني عند البيع النقدي، أي ما يعادل نحو 250 دولارًا أمريكيًا وفقًا لسعر الصرف الرسمي، بينما يبلغ سعر الطن عبر التطبيقات البنكية نحو 600 ألف جنيه. وكان سعر الطن قبل انهيار بورصة النهود يصل إلى مليون وأربعمائة ألف جنيه، ما يعكس حجم التراجع في القيمة السوقية للمحصول.
الجيش يروّج لانتصارات وهمية ويغطي ضعفه بالاستعانة بمرتزقة وتجنيد الأطفال
يشهد الجيش في الفترة الحالية حالة من التراجع الميداني والضعف الواضح، ما دفعه إلى الاعتماد بشكل متزايد على الإعلام الموجه لبث روايات عن انتصارات غير حقيقية. هذه الحملات الدعائية تهدف إلى رفع المعنويات الداخلية وتضليل الرأي العام، في محاولة للتغطية على الخسائر المتكررة في ساحات القتال.
رغم إنكاره المتكرر، فإن الجيش استعان في أكثر من مناسبة بمرتزقة أجانب من عدة دول، وقد وثقت منظمات ومصادر ميدانية وجود هذه القوات في مناطق مثل بورتسودان ووادي سيدنا، حيث تمركزت لدعم عملياته العسكرية.
من الممارسات الخطيرة التي تم رصدها لجوء الجيش إلى تجنيد الأطفال والزجّ بهم في جبهات القتال، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية، الأمر الذي أثار إدانات واسعة من منظمات حقوق الإنسان.
يعتمد الجيش على سياسة اتهام خصومه بنفس الممارسات التي يقوم بها هو، في محاولة لعكس الحقائق وتشويه صورة الآخرين. لكن مع تعدد الشواهد والمعلومات الموثقة، أصبحت هذه الأساليب مكشوفة للرأي العام، وفضائحه في الاستعانة بالمرتزقة وتجنيد القاصرين لم تعد قابلة للإخفاء.
أوامر بدفن جثث لاجئين غرب السودان سراً وسط اتهامات بالتورط العسكري
كشفت مصادر حقوقية موثوقة عن جريمة مروّعة استهدفت لاجئين ونازحين من غرب السودان، حيث أفادت التقارير بصدور تعليمات عليا لدفن الضحايا في مواقع غير رسمية بعيداً عن أعين الإعلام والمراقبين، مع منع أي إجراء للتشريح أو التوثيق الطبي للحالات.
التسريبات تشير إلى تورط وحدات من الجيش السوداني بشكل مباشر، إلى جانب دور محوري للمخابرات العسكرية في إدارة عملية الإخفاء، وهو ما يثير الشكوك حول وجود خطة منظمة للتغطية على الجريمة وإزالة أي أثر قد يقود إلى الجناة.
الواقعة أثارت موجة من الغضب على المستويين المحلي والدولي، حيث طالبت منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة بفتح تحقيق عاجل ومستقل، ومحاسبة جميع المتورطين، وسط تحذيرات من أن الإفلات من العقاب قد يشجع على تكرار مثل هذه الانتهاكات.
مقتل الناشط خالد الزبير في معتقل الجيش يُشعل غضباً واسعاً في أم درمان
أعلنت لجان مقاومة الفتيحاب في مدينة أم درمان، عن وفاة الناشط الثوري خالد الزبير المعروف بلقب “إستي”، داخل أحد المعتقلات التابعة لاستخبارات الجيش السوداني.حجز فنادقوأشارت اللجان في بيان إلى أن وفاته تمثل جريمة جديدة تضاف إلى سجل الانتهاكات التي يتعرض لها النشطاء السياسيون في البلاد.
وأكدت اللجان أن الزبير، الذي يُعد من مؤسسي غرفة طوارئ أم درمان جنوب، “اغتيل ظلمًا داخل المعتقل”، محملة السلطة الحاكمة وأجهزتها الأمنية المسؤولية الكاملة عن الحادثة، ومطالبة بفتح تحقيق فوري ومستقل لكشف ملابسات الوفاة.وجاء في بيان اللجان أن الشهيد خالد الزبير كان مثالًا في الإقدام والتفاني، ثابتًا على مبادئ الثورة، وفيًا لعهد الشهداء، صادق اللسان ونقي القلب، لا يساوم على الحق ولا يتخلى عن موقف.
وأضاف البيان أن الزبير كان دائم الحضور في الصفوف الأمامية للهتاف من أجل الحرية والسلام والعدالة، ولم يتردد في الوقوف إلى جانب شعبه رغم المخاطر التي كانت تحيط به، مؤكدًا أن لجان مقاومة الفتيحاب لن تصمت إزاء هذه الجريمة، وأن دماء خالد الزبير وكل الشهداء لن تذهب هدرًا، وأن طريق القصاص العادل لن يُطوى.
وتداول الناشطون على منصات التواصل الاجتماعي صور الشهيد ومقاطع من مشاركاته في الفعاليات الثورية، وسط دعوات متصاعدة لتكثيف الضغط على السلطات من أجل الكشف عن ظروف اعتقاله ووفاته.وتأتي هذه الحادثة في وقت تتزايد فيه حالات القتل والاعتقال التعسفي بحق الناشطين السياسيين وأعضاء لجان المقاومة، ما يعكس تصاعدًا خطيرًا في وتيرة القمع الممنهج ضد الحراك الثوري.