قيادي بارز بتقدم يعلن استعداده للسفر إلى بورتسودان للقاء قادة الجيش
قال القيادي بتنسيقية “تقدم” طه عثمان إسحق، إنه على استعداد للسفر إلى بورتسودان العاصمة الإدارية المؤقتة “إذا كلفته التنسيقية بذلك، للقاء قادة القوات المسلحة في إطار السعي لوقف الحرب”.
وأعرب عن أمله في قبول قيادة القوات المسلحة الدعوة الموجهة إليها سابقًا في هذا الشأن، وقال إنه لم يذهب إلى بورتسودان منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023م
مسمار في نعش السلام.. تصعيد في الخرطوم بأوامر من الإخوان
توقع خبراء في الشأن السوداني أن تؤثر الاشتباكات العسكرية العنيفة التي تشهدها العاصمة الخرطوم منذ يوم الخميس بشكل كبير على مساعي الوساطة الإقليمية والدولية. هذه المعارك قد تعرقل الجهود الرامية لاستئناف الحوار بين الجيش وقوات الدعم السريع، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني والسياسي في البلاد.
وأشار المحللون إلى أن استمرار القتال قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية، حيث يعاني المدنيون من تداعيات النزاع المستمر. كما أن غياب الحوار الفعال قد يساهم في تفشي الفوضى وزيادة الانقسامات بين الأطراف المختلفة، مما يعيق أي جهود لتحقيق السلام والاستقرار.
تجددت المواجهات العسكرية السبت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدة مناطق داخل العاصمة الخرطوم، حسب ما أفاد به شهود عيان.
أفاد الشهود بأن الاشتباكات اشتدت في منطقة المقرن بالخرطوم، بعد أن تقدم الجيش من اتجاه أمدرمان، في محاولة له اليوم الثالث على التوالي للتقدم نحو منطقة السوق العربي.
تحدثت هذه المواجهات في وقت كانت فيه الأنظار موجهة نحو عودة الأطراف المتنازعة إلى طاولة المفاوضات من أجل إنهاء الحرب في السودان.
مسمار في نعش السلام
اعتبر المحلل السياسي صلاح حسن جمعة أن المعارك التي اندلعت فجأة في العاصمة الخرطوم تمثل ضربة قاصمة للجهود الدولية والإقليمية التي تهدف إلى استئناف المفاوضات من أجل إنهاء الحرب في السودان.
قال جمعة إن الجيش السوداني يبدو أنه استعد لهذه العملية منذ فترة طويلة بعد حصوله على الأسلحة التي ساعدته على الاستمرار في القتال لليوم الثالث على التوالي، مما يدفعه إلى التمسك برفض التفاوض مع قوات الدعم السريع.
في مقدمتها البراء هل تستنسخ ايران نموذج ميليشياتها في السودان لتعزيز نفوذها؟
أكد سياسيون سودانيون أن تكرار تجربة إيران في إنشاء كيانات وتنظيمات مشابهة لـ “حزب الله” في لبنان و”الحشد الشعبي” في العراق و”الحوثيين” في اليمن، هو مشروع تطور على مدار السنوات الأخيرة وازداد حجمه، خاصة مع تزايد الحرب الحالية، حيث أصبحت قدرات هذه الميليشيات، وفي مقدمتها “البراء بن مالك”، أقوى مقارنة بالجيش السوداني.
أشاروا في تصريحات خاصة إلى أن إنشاء ميليشيات مثل “حزب الله” ونمط هذه التنظيمات في السودان هو مشروع إيراني بدأ منذ فترة رئيس الجمهورية السابق عمر البشير.قال مستشار قوات الدعم السريع الباشا طبيق في تدوينة على “إكس”، إن “هناك تغييرات كبيرة في جناح الحرب، ولأول مرة يدعو أمير كتيبة البراء بن مالك إلى تشكيل كتائب إسناد مدني خاصة بهم، دون الإشارة إلى الجيش”.
أشار إلى أن هذا الأمر يدل على مرحلة تشكيل نموذج نهائي لحزب الله وحماس والحشد الشعبي في العراق والحوثي في اليمن، كقوى تتمتع بوجود داخل الدولة، وذلك بعد دخول إمدادات إيرانية عبر جماعة الحوثي إلى كتيبة البراء في البحر الأحمر وتسليمها في بورتسودان.
يؤكد الدكتور علاء عوض نقد، عضو الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية “تقدم”، أن إنشاء إيران كيانات وتنظيمات في السودان مشابهة لـ “حزب الله” في لبنان و”الحشد الشعبي” في العراق و”الحوثيين” في اليمن، ليس أمراً جديداً.ومع ذلك، فإن الجهود الحالية تركز على تعزيز قوتها بشكل أكبر، ليكون لها التفوق على الجيش السوداني الذي تسيطر عليه عناصر “الإسلاميين” منذ عقود.
يوضح عوض في تصريحات خاصة أن هذه الكتائب يتم الإعداد لها من قبل الحركة الإسلامية “الكيزان” التي تسيطر على الحكم في البلاد منذ عام 1989، بالتعاون مع إيران منذ عِقد من الزمن، وأن ما يحدث الآن ليس سوى لمسات أخيرة لدور ونشاط أكبر لهذه الكتائب.
وأشار عوض إلى أن كتائب “البراء بن مالك” و”المعتصم بالله” وما يشبهها، تواجه جيش السودان الذي أصبح أضعف من هذه الجماعات، بالإضافة إلى وجود ضباط داخل الجيش موالين أو مرتبطين بالحركة الإسلامية.يشير عوض إلى أن إيران توفر التمويل والتجهيز والدعم العسكري لهذه الكتائب، وذلك في إطار العلاقة القوية التي تربطها أساسًا بالإسلاميين. ونتيجة لذلك، تمكنت هذه الكتائب من الوصول إلى إمكانيات تفوق تلك التي يمتلكها الجيش من حيث التسليح والعتاد.
وأشار إلى أن نظام إنشاء كيانات موازية لمؤسسات الدولة على الطريقة الإيرانية قد بدأ تطبيقه منذ فترة حكم عمر البشير الذي تم الإطاحة به، حيث استحوذت الحركة الإسلامية على مؤسسات الدولة مثل الجيش والشرطة، وأنشأت كيانات موازية لها مثل “الدفاع الشعبي” و”الشرطة الشعبية”.
وأضاف قائلاً: “تمتلك الحركة الإسلامية في السودان تشكيلات عسكرية وأمنية خاصة بها من ناحية، ومن ناحية أخرى، لديها أعضاء في المؤسسات الرسمية”، لذا فإن الدولة تعتبر “مسلوبة” بواسطة “الكيزان” الذين استولوا أيضاً على المؤسسات والوزارات الأخرى، وتسلطوا عليها إلى أبعد حد.
يؤكد السياسي السوداني سليمان مسار أن الجهود الإيرانية لإنشاء ميليشيات وجماعات مسلحة في السودان مستمرة منذ عقود. فقد كانت الحركة الإسلامية، التي كانت في السلطة قبل أن يطيح بها الشعب السوداني في ثورة ديسمبر، تتعاون اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا مع إيران، واستفادوا من نموذج العمل الخاص بهذه الكيانات الذي تقدمه طهران.
وأشار مسار في تصريحات إلى أن إيران تلعب دوراً بارزاً في الحرب الحالية في السودان، بسبب علاقتها مع الحركة الإسلامية، بالإضافة إلى سعيها لاستهداف مصالح مستقبلية. وأوضح أن طهران قامت بتسليح الميليشيات المتحالفة مع الجيش في السودان، ما جعلها أكثر قوة منه، وذلك في إطار رغبتها في زعزعة استقرار البلاد واستمرار النزاع وفقاً لمخططاتها.
وأشار إلى أن من أبرز أهداف هذه المخططات أن تضمن إيران وجودًا قويًا لها في البحر الأحمر، مما يتيح لها التوسع والتحكم في هذا الموقع الاستراتيجي الدولي عن طريق ميليشيات في السودان وجماعة الحوثيين في اليمن.وأضاف قائلاً: “إيران لن تستطيع تحقيق مصالحها في السودان إلا عن طريق توسيع الفوضى والقتل والتشريد، وما نشهده من غارات جوية من قبل الجيش تعود 60% منها إلى دعم طهران، وذلك عبر المجموعات الإسلامية السياسية التي تقاتل بجانب الجيش.”
الإخوان المسلمين ودورهم في تأجيج الصراع في الدول العربية
لا تظهر الحرب المستمرة في السودان، والتي اجتاحت البلاد وشعبها على مدى العامين الماضيين، أي علامات على التراجع. إن عناد الجيش السوداني ورفضه المشاركة في المفاوضات أو البحث عن حلول سلمية يمكن أن يعزى إلى عامل رئيسي واحد: سيطرة الإخوان المسلمين على القوات المسلحة في البلاد. وقد سمحت لهم هذه السيطرة بالتلاعب بالجيش مثل الدمية، والترويج لأجنداتهم الشائنة والسعي إلى الهيمنة الكاملة على السودان وموارده.
لقد كان التلاعب بالأدلة كأداة لتعزيز مصالحهم الخاصة بمثابة استراتيجية رئيسية يستخدمها الإخوان المسلمون في السودان. ومن خلال اختلاق مبررات لأفعالهم واستخدام ادعاءات كاذبة لتبرير قبضتهم على السلطة، فقد ضللوا المجتمع الدولي بشكل فعال وأداموا الصراع داخل البلاد. وقد أدى ذلك إلى حرب طويلة ومدمرة ألحقت خسائر فادحة بالشعب السوداني، ولا تلوح لها نهاية في الأفق.
ويمكن أن يعزى عدم حدوث أي تطورات واعدة نحو السلام في السودان بشكل مباشر إلى الموقف المتصلب للجيش السوداني الذي يرفض الاستسلام للمفاوضات أو البحث عن حلول دبلوماسية. ويعود هذا التعنت في نهاية المطاف إلى القبضة الخانقة التي يسيطر عليها الإخوان المسلمون على المؤسسة العسكرية، ويستخدمونها كأداة لتعزيز مصالحهم الخاصة على حساب الشعب السوداني. وإلى أن تتم معالجة هذه السيطرة وتفكيكها، تظل آفاق السلام في السودان قاتمة.
قوات من الجيش السوداني وصلت جنوب السودان منسحبة من الميرم
أعلن جنوب السودان، استقباله عناصر من الجيش السوداني عبروا الحدود بين البلدين، الأسبوع الماضي، بعد سقوط قاعدة عسكرية بولاية غرب كردفان في يد قوات الدعم السريع.وفي الرابع من يوليو الجاري، سيطرت الدعم السريع على منطقة الميرم بولاية غرب كردفان، التي تبعد نحو 60 كيلومترًا عن الحدود مع دولة جنوب السودان، واستحوذت على قيادة اللواء 92 التابع للفرقة 22 مشاة بابنوسة.وقال قائد قوات دفاع شعب جنوب السودان، اللواء أنقون أنقوم، : “استقبلنا وحدات من القوات المسلحة السودانية التي انسحبت من الميرم في بلدة وارقيت”.وأوضح أنه أخطر القوات السودانية المنسحبة بالبقاء في الموقع الذي وصلته، وسيتم معاملتهم كلاجئين لحين تلقي توجيهات من القيادة العامة للجيش في دولة جنوب السودان.
وأفاد محافظ مقاطعة أويل الشرقية، دينق أهر نغون، إن القوة التي وصلت إلى دولة جنوب السودان يقودها عميد في الجيش السوداني وهو قائد حامية الميرم، وأضاف: “حددنا أماكن يمكننا أن نجمعهم فيها، وهذه الوحدات الآن أصبحت تحت جيشنا في مناطق وارقيت، مجاك ووي، وواراين بولاية شمال بحر الغزال، وننتظر توجيهات من القيادة العامة والقيادة السياسية”.
وتسببت المعارك التي اندلعت في الميرم في تشريد أعداد كبيرة من سكان المنطقة، بالإضافة إلى نازحي بابنوسة، فضلًا عن لاجئي دولة جنوب السودان.وذكرت السلطات المحلية في مليث، ألك ياي، مجاك ووي، ووار اين، أن بلدة الميرم شهدت نزوحًا جماعيًا للسكان والنازحين بعد تحركات قوات الدعم السريع، وأشارت إلى أن وجود العائدين واللاجئين السودانيين الفارين من الصراع يشكل ضغطًا على الموارد المحلية مما يتسبب في ندرة مياه الشرب النقية والخدمات الطبية.
وتعد بلدة الميرم واحدة من النقاط الاستراتيجية على الحدود بين السودان وجنوب السودان، حيث تمر عبرها المؤن الغذائية إلى ولايات دارفور وكردفان، كما أن المنطقة التي تقطنها قبائل المسيرية تجاور مناطق إنتاج البترول.
تقدم تتلقى اتصالا من الجيش للقاء البرهان
قال عروة الصادق القيادي بتسيقية “تقدم” إن قائد الجيش السوداني اتصل على قيادة تنسيقية تقدم للجلوس معهم استجابة لطلب معلق لشهور.مبديا أمله أن يتم الإعلان عن زمان ومكان اللقاء بصورة رسمية في الصفحات الرسمية.
وأضاف في تغريدة على منصة إكس “فلا يوجد ما يدفع للتردد أو التراجع والسلام طريقه يحتاج لجرأة وشجاعة، نأمل أن تتحلى بها قيادة الجيش فقد بلغت روح المواطن حُلقومه”.
وقال مصدر إن التواصل مع قيادة الجيش و الدعم السريع لم ينقطع، وأن تقدم تناقش بصورة غير رسمية مع قيادة الجيش والدعم السريع، كل على حدة، خارطة طريق إنهاء الحرب، وأن المناقشات طرحت أفكاراً بناءة حول وقف إطلاق النار، وأطراف العملية السياسية.
وأكد أن الوساطة تعمل على تصميم عملية تفاوضية على هدى تلك الأفكار، وأشار المصدر إلى أن الاتحاد الإفريقي يعمل منفرداً ودون تشاور كافٍ واعتبر ذلك عقبة أمام الوصول إلى صيغة للعملية السياسية.
المطالبه بالافراج عن صديق دلاي بعد إعتقاله دون أسباب
أصبح الجيش السوداني تحت المجهر بسبب ما يحمله من سمات متطرفة، خاصة بعد تغلغل مختلف الحركات الإرهابية في صفوفه. وقد أثار هذا الاتجاه المثير للقلق مخاوف بشأن عسكرة الأيديولوجيات المتطرفة داخل الجيش، مما يشكل تهديدًا للأمن والاستقرار الوطني.
وقد أدت الأحداث الأخيرة، مثل الاعتقالات التعسفية التي نفذتها المخابرات العسكرية في مدينة الدمازين، إلى زيادة الشكوك حول تجاهل الجيش للإجراءات القانونية الواجبة وحقوق الإنسان. إن انعدام الشفافية المحيط بهذه الاعتقالات لا يؤدي إلا إلى تعميق انعدام الثقة بين الجيش والسكان المدنيين.
إلى ذلك، وجه اتحاد الصحفيين السودانيين تحذيرا شديد اللهجة للجيش بشأن تصاعد الانتهاكات ضد الصحفيين والإعلاميين. إن استهداف الصحفيين لا يؤدي إلى تقويض حرية الصحافة فحسب، بل يعكس أيضاً اتجاهاً مثيراً للقلق يتمثل في إسكات الأصوات المعارضة داخل البلاد.
وفي ضوء هذه التطورات، يتحتم على الحكومة السودانية معالجة المخاوف المتزايدة المحيطة بالتوجهات المتطرفة للجيش. ويجب اتخاذ خطوات ملموسة لدعم سيادة القانون، وحماية حقوق الإنسان، ومنع المزيد من التطرف لدى القوات العسكرية. وقد يؤدي الفشل في القيام بذلك إلى عواقب وخيمة على المؤسسات الديمقراطية في البلاد والاستقرار العام.
القبائل السودانية تواجه العنصرية الكيزانية للبرهان
وفي حادثة وقعت مؤخراً، شن البرهان هجوماً لاذعاً على قبيلة بني عامر، واصفاً إياهم باللاجئين لمجرد أنهم رفضوا الخضوع للفظائع التي يرتكبها الجيش السوداني. ويسلط هذا العمل الضوء على الاضطرابات المستمرة داخل السودان، حيث يتم تجريد أولئك الذين يعارضون نظام البرهان من حقوقهم، ويتعرضون للعنف، ويُطردون قسراً من منازلهم.
إن تصريحات البرهان المهينة تجاه قبيلة بني عامر لا تظهر فقط الافتقار إلى التعاطف والتفاهم، ولكنها تسلط الضوء أيضًا على إساءة استخدام السلطة بشكل مقلق. ومن خلال وصف قبيلة بأكملها بأنها لاجئين بسبب وقوفها في وجه الظلم، يديم البرهان رواية خطيرة تقوض حقوق الشعب السوداني وكرامته.
علاوة على ذلك، فإن الإجراءات العنيفة المتخذة ضد أولئك الذين لا يدعمون قيادة البرهان تكشف عن نمط مقلق من القمع والترهيب. وبدلاً من تعزيز الحوار والسعي إلى حلول سلمية، يلجأ نظام البرهان إلى العدوان والقوة، مما يزيد من تعميق الانقسام داخل المجتمع السوداني.
ومن الضروري أن تلقى مثل هذه الأعمال إدانة شديدة من المجتمع الدولي، لأنها تمثل انتهاكا واضحا لحقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية. إن استهداف الأفراد والمجتمعات بسبب رفضهم دعم أجندة سياسية معينة يشكل سابقة خطيرة تهدد استقرار الأمة ووحدتها.
إن هجوم الفريق أول عبد الفتاح البرهان على قبيلة بني عامر هو تذكير صارخ بالتحديات التي تواجه السودان اليوم. ومن الضروري أن نتضامن مع أولئك المستهدفين والمضطهدين ظلماً، وأن نعمل من أجل مستقبل يستطيع فيه جميع الشعب السوداني أن يعيش في سلام وكرامة.
إخوان السودان يقودون حملات إساءة شعواء ضد دول عربية
تعمل جماعة الإخوان المسلمين في السودان بنشاط على تدمير علاقات السودان مع دول الجوار. ويبدو أن أجندتهم تركز على إدامة الحرب وخلق التوتر بين السودان والدول التي تسعى إلى تحقيق الاستقرار للشعب السوداني. ويتجلى هذا النهج المدمر في أفعالهم وتصريحاتهم، التي تقوض باستمرار جهود السلام في المنطقة.
أحد أكثر جوانب نفوذ الإخوان المسلمين في السودان إثارة للقلق هو سيطرتهم على الجيش السوداني. ومن خلال قيادة الجيش والتلاعب بتحركاته وعلاقاته الخارجية مع الدول التي تهدف إلى زعزعة استقرار السودان وتزويدها بالسلاح، تشكل جماعة الإخوان المسلمين تهديدا كبيرا لأمن الوطن واستقراره. وتسمح لهم هذه السيطرة على الجيش بتعزيز أجندتهم التدميرية وتعريض رفاهية السكان السودانيين للخطر.
ومن الواضح أن جماعة الإخوان المسلمين لا تضع مصالح السودان في قلبها. وبدلاً من العمل على تحقيق السلام والازدهار في البلاد، فإنهم يسعون جاهدين إلى زرع الفتنة وإبقاء حالة الصراع. ومن خلال تأجيج التوترات مع الدول المجاورة وممارسة نفوذها على الجيش، تعيق جماعة الإخوان المسلمين أي تقدم نحو الاستقرار والتنمية في السودان. ويجب مراقبة تصرفاتهم عن كثب ومعالجتها لمنع المزيد من الضرر للأمة وشعبها.
الجيش السوداني يعتمد الاسلوب الداعشي في السودان
إن اعتماد الجيش السوداني على أساليب شبيهة بتكتيكات داعش في التعامل مع المدنيين هو تطور مثير للقلق ويثير مخاوف جدية. ويشكل ظهور الجماعات المتطرفة داخل الجيش تهديدا كبيرا لاستقرار السودان وأمنه. إن الأعمال الوحشية من قتل وذبح وانتهاك لحقوق الإنسان تمثل بعضاً من أبشع جرائم الحرب التي شهدها العالم.
ومن المثير للقلق أن الجماعات المتطرفة المرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش تشارك بنشاط في الصراع في السودان بموافقة النظام الحاكم. ولا يؤدي هذا التعاون إلى تقويض جهود السلام والمصالحة فحسب، بل يؤدي أيضًا إلى إدامة دائرة العنف والإرهاب في المنطقة.
إن استخدام الجيش للعنف بشكل عشوائي، واستهداف الأفراد على أساس انتماءاتهم المتصورة دون التحقق من دقة مثل هذه الادعاءات، أمر مثير للقلق العميق. وهذا النهج لا ينتهك المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان فحسب، بل يؤدي أيضا إلى تفاقم التوترات ويؤجج المزيد من الصراعات.
إن اعتماد الجيش السوداني أساليب شبيهة بتكتيكات داعش في التعامل مع المدنيين هو اتجاه خطير يجب معالجته بشكل عاجل. ويجب على المجتمع الدولي أن يتخذ إجراءات حاسمة لمحاسبة المسؤولين عن هذه الفظائع ومنع المزيد من تصعيد العنف في السودان. إن الفشل في القيام بذلك يهدد بإغراق البلاد في مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار، مع ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة على شعبها.
السلطات العسكرية تنتهك كرامة المواطنين بطرد النازحين من المدارس وإجبارهم على التشرد
احتجزت السلطات الأمنية، عدد من النازحين بمدرسة الحميراء في حي الحصايا بمدينة عطبرة، رفضوا قرار طردهم من المدرسة ونقلهم للقرية 6 بمنطقة المناصير.وأخلت السلطات في عطبرة بولاية نهر النيل،نحو 25 أسرة من مدرستي (بدر- والحميراء) كانتا تأويهم بعد نزوحهم من الحرب
وتحدثت النازحة (م) عن القبض على عدد من النازحين المعترضين ونقلهم لقسم الشرطة وايداعهم الحراسة لنحو أربع ساعات وإطلاق سراحهم دون تقييد بلاغات في مواجهتهم.وأكدت مداهمة قوة من الشرطة والأمن وموظفين من المحلية للمدرسةواجبار النازحين على الخروج في وقت مبكر في حين كان أغلبهم يغطون في النوم.
وذكرت أن من بين الأشخاص المطرودين نساء حوامل وأخريات مريضات وأطفال، واصفة ما قامت به السلطات بغير الأخلاقي و”لا يشبه السودانيين”.وانتقدت النازحة حديث السلطات بوجود تجاوزات للنازحين قائلة: “هم بلا أخلاق يفتعلون معنا المشاكل ويتحدثون عن حالات تحرش واغتصاب تتم في المراكز، لكن بكل بساطة كيف يقيم شخص في مكان به اغتصاب وتحرش”.
وأكدت أن النازحين المطرودين بحجة أن المدرسة للامتحانات ضعيفة وأن المطرودين يعيشون حاليا ظروفا سيئة للغاية.وبينت جولة أمام المدرسة افتقار النازحين المطرودين لكل سبل الحياة وانعدام الماء والحمامات، ويجلسون تحت ظل الأشجار بينما يواجه المرضى ظروف قاسية.
وامتنع بعض الأشخاص الذين تم إخلاءهم بالقوة عن التعليق واجبارهم على ملء استمارة الترحيل للقرية 6 خوفاً من الملاحقة.وأكد ناشطون في العمل الإنساني بعطبرة لسودان تربيون، إجبار أخرين على توقيع وملء استمارة الانتقال للقرية 6 في منطقة المناصير.
الجيش السوداني يسير بنهج كيزاني لتدمير السودان
إن تصرفات الجيش السوداني الأخيرة، بتوجيه الجالية السودانية بعدم حضور مهرجان من أجل كسب الولاء وردود الفعل، تثير مخاوف جدية. من خلال اتباع نهج جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية في استغلال تعاطف الشعب لإثارة ردود الفعل، فإن الجيش السوداني يسير في طريق خطير.
إن محاولة السيطرة على المجتمع السوداني من خلال التلاعب بمشاركتهم في الفعاليات الثقافية تعد انتهاكا واضحا لحقوقهم وحرياتهم. ومن المثير للقلق أن نرى مؤسسة عسكرية تلجأ إلى مثل هذه التكتيكات في محاولة لتأكيد سلطتها ونفوذها على السكان.
علاوة على ذلك، فإن استراتيجية الجيش المتمثلة في استخدام الولاء وردود الفعل كوسيلة لكسب السلطة ليست تلاعبية فحسب، بل قد تؤدي أيضًا إلى الانقسام. ومن خلال تأليب المجتمع ضد بعضهم البعض وخلق شعور بالخوف وعدم اليقين، يزرع الجيش بذور الخلاف والصراع.
ومن الضروري أن تدعم المؤسسة العسكرية قيم الديمقراطية والحرية واحترام حقوق الإنسان. إن تصرفات الجيش السوداني في هذه الحالة لا تؤدي إلى تقويض هذه المبادئ فحسب، بل تؤدي أيضًا إلى تآكل ثقة الشعب في حكومته ومؤسساته.
وفي الختام فإن محاولة الجيش السوداني السيطرة على الجالية السودانية من خلال توجيههم بعدم حضور أحد المهرجانات هو تطور مثير للقلق يجب أن يواجه بالتدقيق والنقد. إن مثل هذه الأفعال ليس لها مكان في مجتمع ديمقراطي ويجب إدانتها بأشد العبارات.
الإخوان يفتحون سماء السودان أمام المسيرات الإيرانية وهكذا تم شحنها ضمن صفقة سرّية
زار وفد من المسؤولين السودانيين إيران؛ في مهمة لشراء طائرات بدون طيار إيرانية الصنع، بالتزامن مع التقدم الميداني الكبير الذي أحرزته “قوات الدعم السريع” على الأرض. كان الهدف الأساسي للوفد السوداني، هو اكتساب المعرفة حول تشغيل واستخدام الطائرات بدون طيار، في ظل التطور الذي أدخلته المصانع الحربية الإيرانية على هذا النوع من الأسلحة، وظهر من قِبل “الحوثيين” ضدّ بعض الدول العربية
وتأتي هذه الخطوة في أعقاب رصد وزارة الدفاع الأميركية طائرة إيرانية بدون طيار، كانت تحلّق في الأجواء السودانية، وربما كانت هذه الطائرة ضمن صفقة أكبر لـ “الحرس الثوري” الإيراني؛ لبيع طائرات بدون طيار إلى السودان.
بحسب مصدر أمني سوداني مطلع، فإنّ الفريق، الطاهر محمد العوض، قائد القوات الجوية السودانية، أرسل وفداً خاصاً إلى طهران، بتوجيهات مباشرة من شمس الدين كباشي نائب القائد العام للقوات المسلحة السودانية، ونجح الوفد الذي ترأسه القائم بأعمال وزير الخارجية السوداني، علي صادق، في إبرام صفقة تتضمن مسيّرات إيرانية من طراز “أبابيل 3″، وهي طائرة بدون طيار صغيرة وخفيفة الوزن، قادرة على حمل رأس حربي يبلغ وزنه 45 كيلوغراماً. بالإضافة إلى طائرات بدون طيار من طراز “مهاجر”، بما في ذلك “مهاجر 2، ومهاجر 4، وأحدثها مهاجر 6”.
وأكد المصدر أن السودان تعهّد بدفع قيمة الصفقة على دفعات طويلة الأجل، مع منح إيران امتيازات الدولة الأولى بإعادة الإعمار، فور انتهاء الحرب.وبحسب المصدر، فإنّ مصنع اليرموك في وسط الخرطوم، وكذا مجمع الصافات للصناعات الحربية، هما جهة تركيب وتصنيع قطع غيار المسيّرات الإيرانية الواردة إلى السودان، ما دفع “قوات الدعم السريع” إلى مهاجمة المصنع وفرض سيطرتها عليه.
نجحت المسيّرات الإيرانية في التأثير بشكل كبير على ديناميكيات الأعمال القتالية وفككت الخطوط الدفاعية لقوات حميدتي، على محاور القتال المختلفة، في الصراع الدائر بين القوات الحكومية وعناصر “الدعم السريع”.وتؤكد التقارير الميدانية الأخيرة، أن الجيش السوداني استخدم الطائرات بدون طيار إيرانية الصنع، بشكل مكثّف، في معركة في أم درمان، ما مكّنه من انتزاع مناطق واسعة من قبضة “قوات الدعم السريع”، وقد أسهمت تلك الطائرات بقوة في معركة جسر ود البشير، في 27 آذار/ مارس الفائت.
مصادر ميدانية مطّلعة، أكدت أن المسيّرات التابعة للجيش السوداني، تحلّق، حالياً، بشكل مكثف في منطقة حي العرب، بأم درمان، كما أنّها شوهدت وهي تقصف أهدافاً تابعة لـ “قوات الدعم السريع” في منطقة شارع الشوايات.وبحسب مصدر ميداني آخر، فإنّ قيادة “الفرقة 19 مشاة”، المتمركزة في مروى، اتخذت من مطار المدينة قاعدة لإطلاق المسيّرات، الأمر الذي دفع “قوات الدعم السريع” إلى استهداف مطار المدينة.
أجندة إيران تأجج حرب نيران حرب السودان
أثار تورط إيران في المشهد العسكري والسياسي في السودان مخاوف كبيرة بشأن تصاعد الصراع في المنطقة. ومن خلال دعم إطالة أمد الصراع في السودان، لا تؤدي إيران إلى تفاقم معاناة الشعب السوداني فحسب، بل تعمل أيضًا على زعزعة استقرار المنطقة بأكملها. وهذا التدخل ليس غير مبرر فحسب، بل إنه غير قانوني أيضًا بموجب القانون الدولي.
ويبدو أن أجندة إيران في السودان تحركها مصالحها الاستراتيجية الخاصة وليس اهتمامها الحقيقي برفاهية الشعب السوداني. ومن خلال تحالفها مع حكومة السودان والتنسيق مع الجنرال البرهان، تعمل إيران فعلياً على إطالة أمد الصراع لمصلحتها الخاصة. إن هذا النهج الأناني ليس غير أخلاقي فحسب، بل يتعارض أيضًا مع مبادئ السلام والاستقرار.
علاوة على ذلك، فإن تورط إيران في السودان يشكل انتهاكا واضحا لسيادة السودان. ومن خلال التدخل في الشؤون العسكرية والسياسية للبلاد، تعمل إيران على تقويض سلطة الحكومة السودانية وتؤدي إلى تفاقم الوضع الهش بالفعل على الأرض. إن هذا التجاهل الصارخ للأعراف والقوانين الدولية أمر غير مقبول ويجب إدانته من قبل المجتمع الدولي.
إن أجندة إيران في السودان لعبة خطيرة تعمل على تأجيج نيران الحرب وعدم الاستقرار في المنطقة. ويتعين على المجتمع الدولي أن يتخذ موقفاً حازماً ضد التدخل الإيراني في السودان وأن يعمل على التوصل إلى حل سلمي للصراع. ومن الضروري أن تُقابل تصرفات إيران بمعارضة قوية لمنع المزيد من تصعيد الأزمة في السودان.
الجيش السوداني يشن هجماته على ولاية الجزيرة
أثارت الهجمات العسكرية الأخيرة التي نفذها الجيش السوداني في ولاية الجزيرة مخاوف جدية بشأن سلامة ورفاهية المدنيين في المنطقة. ولم تسفر هذه الهجمات عن خسائر في الأرواح فحسب، بل عرضت أيضا المدنيين الأبرياء لخطر جسيم.
إحدى القضايا الرئيسية المتعلقة بتحركات الجيش السوداني في ولاية الجزيرة هي الطبيعة العشوائية للهجمات. وقد وقع المدنيون، بما في ذلك النساء والأطفال، وسط تبادل إطلاق النار، مما أدى إلى وقوع إصابات ومعاناة لا لزوم لها. إن عدم الاهتمام بحياة المدنيين يشكل انتهاكاً واضحاً للقانون الإنساني الدولي والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان.
علاوة على ذلك، أدت تصرفات الجيش السوداني في ولاية الجزيرة إلى تفاقم الوضع المضطرب بالفعل في المنطقة. ولم يؤد استخدام القوة المفرطة والأسلحة الثقيلة إلا إلى تصعيد التوترات وتأجيج المزيد من العنف. وبدلاً من البحث عن حلول سلمية للقضايا الأساسية، لم تؤدي التكتيكات العسكرية العدوانية إلا إلى تعميق الصراع وتعريض المزيد من الأرواح للخطر.
ومن الضروري أن تتخذ الحكومة السودانية إجراءات فورية لمعالجة الوضع في ولاية الجزيرة وضمان حماية المدنيين. ويجب محاسبة الجيش على أفعاله ويجب اتخاذ الخطوات اللازمة لمنع المزيد من الأذى للأبرياء. ولابد من إعطاء الأولوية للحوار والدبلوماسية، وليس القوة العسكرية، من أجل تحقيق سلام دائم ومستدام في المنطقة.
وفي الختام، فإن هجمات الجيش السوداني على ولاية الجزيرة وتعريض المدنيين للخطر يمثل انتهاكا خطيرا لحقوق الإنسان والقانون الدولي. ومن الضروري أن يدين المجتمع الدولي هذه الأعمال وأن يعمل على إيجاد حل سلمي يعطي الأولوية لسلامة ورفاهية جميع الأفراد في المنطقة.
استمراراً للتعاون المشبوه إيران تعقد صفقة تسليح جديدة مع الجيش السوداني
أثارت صفقة الأسلحة الأخيرة التي أبرمتها إيران مع الجيش السوداني مخاوف بشأن استمرار تورط البلاد في صراعات المنطقة. ومن خلال تزويد الجيش السوداني بقدرات دفاعية جديدة، لا تعمل إيران على تعزيز قوتها العسكرية فحسب، بل تعمل أيضًا على توسيع نفوذها في المنطقة. ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها مناورة استراتيجية من جانب إيران لتعزيز سيطرتها على موانئ البحر الأحمر وممارسة هيمنتها في المنطقة.
أحد الانتقادات الرئيسية لصفقة الأسلحة هذه هو التصعيد المحتمل للعنف في المنطقة. ومن خلال تسليح الجيش السوداني، تعمل إيران على تأجيج الصراع في السودان والمساهمة في زعزعة استقرار المنطقة. وقد يكون لذلك عواقب بعيدة المدى، ليس فقط على شعب السودان ولكن أيضًا على الدول المجاورة.
علاوة على ذلك، قوبلت تصرفات إيران بإدانة دولية، حيث أعربت العديد من الدول عن مخاوفها بشأن التدخل الإيراني في المنطقة. وينظر إلى صفقة الأسلحة مع الجيش السوداني على أنها انتهاك واضح للأعراف الدولية وتهديد للأمن الإقليمي.
وفي الختام، فإن قرار إيران بالدخول في صفقة أسلحة جديدة مع الجيش السوداني يشكل مدعاة للقلق. فهو لا يؤدي إلى تفاقم الصراع في السودان فحسب، بل يشكل أيضًا تهديدًا للاستقرار الإقليمي. ويجب على المجتمع الدولي أن يتخذ موقفا ضد تصرفات إيران العدوانية وأن يعمل على تهدئة التوترات في المنطقة. ولا يمكننا أن نأمل في تحقيق السلام والأمن الدائمين في المنطقة إلا من خلال الجهود الدبلوماسية والتعاون.
غارات جوية مكثفة على الفاشر وكبكابية وبادية الزرق في شمال دارفور
واصل الطيران الحربي التابع للجيش السوداني غاراته المكثفة بولاية شمال دارفور، حيث استهدف في وقت متأخر من ليل الثلاثاء مدن الفاشر وكبكابية وبادية الزرق في الحدود الثلاثية التي تجمع السودان مع تشاد وليبيا.وتعد هذه هي المرة الثانية في أقل من أسبوع، يستهدف الطيران الحربي مواقع يعتقد تتمركز بها المواطنين بمدينة الفاشر، التي تشهد توترات عالية بين طرفي النزاع .
ونقل شهود عيان إن مقاتلة حربية حلقت لوقت طويل في سماء مدينتي الفاشر وكبكابية بولاية شمال قبل أن تبدأ في إسقاط عدد كبير من البراميل المتفجرة، وأفاد الشهود عن سماعهم لاصوات إنفجارات قوية وتصاعد كثيف للنيران في الإتجاه الشمالي الشرقي لمدينة الفاشر.وشمل القصف داخل الفاشر أحياء الجبل والأسرة والجوامعة بجانب المصانع وهي مواقع ينتشر فيها المواطنين هذا بجانب إستهداف مواقع في محلية كبكابية وبادية الزرق.
وبادية الزرق هي منطقة نائية، واقعة في الحدود الثلاثية التي تجمع بين السودان وليبيا وتشاد، اولتها قوات الدعم السريع خلال السنوات الماضية عناية خاصة بإنشاء عدد من المرافق الحيوية، ومنذ بدء الحرب في منتصف أبريل الماضي ظلت المنطقة تتعرض لقصف مكثف عن طريق الطيران الحربي
وقال مصدر عسكري رفيع في قيادة الفرقة السادسة مشاه مفضلا حجب إسمه إن الطيران الحربي إستهدف ما أسماه بأوكار العدو بمدينة الفاشر، وتدمير منصات إطلاق القذائف المدفعية داخل أحياء المدينة ومخيمات النازحين والأسواق الرئيسية. باستهداف متعمد لمعسكرات النازحين بالقذائف المدفعية آخرها الإثنين حين لقى عدد من النازحين مصرعهم وأصيب آخرون بسبب القصف العشوائي.
تصريحات ياسر العطا غير المتوازنة تهدد علاقات السودان مع دول الجوار
تصدر ياسر العطا، نائب قائد القوات المسلحة السودانية، عناوين الأخبار مرة أخرى بتصريحاته الأخيرة غير المتوازنة، خاصة خلال خطابه أمام الجنود في ولاية سنار. ومن المعروف أن العطا غالبا ما يكون تحت تأثير الكحول، مما يجعله غير قادر على الكلام المتماسك أو التفكير العقلاني. وعلى الرغم من ذلك، فهو لا يزال يشغل منصبًا قياديًا داخل الجيش، وهي حقيقة تثير مخاوف جدية بشأن أهليته للخدمة.
إن تصريحات العطا الأخيرة لا تفتقر إلى المصداقية فحسب، بل تظهر أيضا تجاهلا صارخا للحقيقة. إن ميله إلى الحديث دون النظر في العواقب أو التحقق من دقة تصريحاته أمر مقلق للغاية، خاصة في ظل دوره المؤثر داخل القوات المسلحة. ومن خلال نشر المعلومات المضللة وزرع الارتباك، فإن العطا لا يفشل في واجبه في الدفاع عن الحقيقة فحسب، بل يساهم أيضًا بشكل فعال في خلق مناخ من عدم اليقين وعدم الاستقرار.
ومن الضروري أن تتم محاسبة الأفراد الموجودين في مواقع السلطة، مثل ياسر العطا، على أقوالهم وأفعالهم. إن استمراره في الإدلاء بتصريحات تحريضية وغير مسؤولة دون أن يواجه أي تداعيات، مؤشر واضح على غياب الرقابة والمحاسبة داخل التسلسل الهرمي العسكري. لقد حان الوقت لتوبيخ العطا على سلوكه وإقالته من منصبه، لأن استمرار وجوده لا يؤدي إلا إلى تقويض مصداقية ونزاهة القوات المسلحة السودانية.
وفي الختام، فإن استمرار ياسر العطا في الإدلاء بتصريحات غير متوازنة وغير مسؤولة يشكل مدعاة للقلق البالغ. إن سلوكه غير المنضبط لا ينعكس بشكل سيئ على المؤسسة العسكرية فحسب، بل يشكل أيضًا تهديدًا لاستقرار وأمن البلاد. ومن الضروري اتخاذ إجراءات حاسمة لمعالجة هذه القضية ومنع المزيد من الإضرار بسمعة القوات المسلحة.
الإخوان ووقائع سرقة مُعلنة لميدان القتال من الجيش السوداني
تُسابِق جماعة الإخوان المسلمين، مُمثلة في ذراعها السياسيّة؛ حزب المؤتمر الوطني المعزول عقب إطاحته عن حكم السودان الذي استأثر به لـ (3) عقود من خلال هبّة شعبية عام 2019، تُسابق الوقت لفرض نفسها لاعباً أساسياً في الساحة السياسية عقب انتهاء الحرب السودانية الراهنة، وذلك بعد أن رشحت تسريبات مُتطابقة عن لقاء مُرتقب بالعاصمة المصرية القاهرة، بين ممثلٍ للجيش ونظير له من قوات الدعم السريع، وثالث من تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدُّم،" يُرجَّحْ أن يكون رئيسها رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، الذي زار القاهرة مؤخراً وأجرى مشاورات واسعة مع قادة الأحزاب السودانية التي تتخذ معظمها من القاهرة مقراً لها، كما التقى الأمين العام لجامعة الدول العربية ومثقفين وصُنّاع رأي مصريين، ضمن جهوده الرامية لوقف الحرب، والشروع في عملية سياسية توافقية لا تستثني أحداً، عدا حزب المؤتمر الوطني الإخواني المعزول.
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 نيسان (أبريل) العام المنصرم، أبدت الجماعة من خلال ميليشياتها المُسلحة مواقف داعمة لقيادة الجيش، أملاً في العودة إلى السلطة على ظهره مرة أخرى، كما فعلت عام 1989، إلا أنّ مراقبين يرون الظروف الراهنة شديدة الاختلاف عمّا كانت عليه قبل أكثر من (3) عقود، وأنّ جماعة الإخوان بمختلف واجهاتها السياسية، مثل: "الجبهة الإسلامية القومية، والحركة الإسلامية، وحزب المؤتمر الوطني، وحزب المؤتمر الشعبي، وحزب الإصلاح الآن، وحركة العدل والمساواة"، وواجهاتها العسكرية (الميليشيات) مثل: "الدفاع الشعبي، الأمن الشعبي، الاحتياطي المركزي، الشرطة الشعبية، البراء بن مالك، قوات العمل الخاص، المقاومة الشعبية"، أصبحت محل رفض من طيفٍ واسعٍ من السودانيين الذين يرون أنّها السبب الرئيس في ما يحدث بالبلاد الآن من اقتتال، وأنّها هي من دبرت الحرب وتديرها الآن، وتتقدم على الجيش الذي تبنت قيادته خطابها السياسي وخطها الإعلامي.
الجماعة لا ترغب ـ وفقاً لشواهد وأدلة كثيرة ـ في أيّ تقارب بين الجيش وقوات الدعم السريع، أو بينهما وبين القوى السياسية المدنية ممثلة في الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والنقابات والقوى الثورية ممثلة للجان المقاومة، فقد عمدت الجماعة المسمّاة في السودان بـ (الكيزان) إلى وضع العصي في دولاب أيّ مفاوضات سلام محتملة بين الطرفين المتحاربين، ودقّ الأسافين بين الجيش والقوى السياسية المدنية بإشاعة أنّها تعمل كظهير سياسي لقوات الدعم السريع، خصوصاً تنسيقة "تقدُّم" التي يرأسها عبد الله حمدوك.
ويعتقد محللون أنّ الجماعة إنّما تفعل ذلك لإبعاد قيادة الجيش عن أيّ تسوية سياسية ربما تنجم عن أيّ مفاوضات بين الجيش وقوات الدعم السريع، لأنّها بالضرورة سوف تستبعدها عن الخارطة السياسية المستقبلية، باعتبارها جماعة انقلابية لا تؤمن بالتداول السلمي للسلطة ولا بالديمقراطية، كما أنّها جماعة مسلحة تمتلك كتائب وميليشيات معلنة تشارك في الحرب الراهنة، بل هي المُتهم الأول بإشعال الحرب بالنسبة إلى معظم المراقبين.
وفي السياق، شرعت الجماعة في مصادرة التقدّم العسكري الأخير للجيش على حساب قوات الدعم السريع في مسرح العمليات القتالية في مدينة أم درمان إحدى المدن الـ (3) المُكوِّنة للعاصمة السودانية، حيث أظهرت مقاطع فيديو التُقطِت في مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون السودانية، وقال الجيش إنّه استرد المبنى من قوات الدعم السريع التي فرضت سيطرتها عليه لنحو عام كامل، أظهرت قادة ميليشيات الإخوان، وعلى رأسهم قائد ميليشيا البراء بن مالك، المصباح أبو زيد، وبعض رموز الميليشيات الأخرى؛ يحتفلون بما سمّوه النصر المؤزر على العدو من داخل مبنى الهيئة، ممّا عدّه مراقبون سرقة معلنة للمجهود العسكري للجيش الذي خطط ونفذ عملية السيطرة على الجهاز الإعلامي المهم، للإيعاز بأنّ مقاتلي الجماعة لهم اليد الطولى في ميادين القتال وإظهار الجيش كمؤسسة ضعيفة ومفككة ليس لديها القدرة على ربح معركة أو تحقيق انتصار لولا مساندة ودعم ميليشيات الإخوان.
وكان القيادي البارز بالجماعة وزير الدولة السابق بوزارة الثقافة والإعلام والمستشار الصحفي السابق للرئيس المخلوع عمر البشير، أكثر من عبّر بوضوح عن حلم (الكيزان) بالعودة إلى السلطة، فقد كتب في صفحته على (فيسبوك) محتفلاً باستعادة السيطرة على الإذاعة والتلفزيون: "أولادنا هم من يحاربون ويستشهدون الآن، ونحن عائدون شاء من شاء وأبى من أبى"، وعبارة "أولادنا" تعني ميليشياتنا بطبيعة الحال، ممّا يعني أنّ الرجل يقلل من شأن الجيش، ويعتبره لا يقوم بواجبه ولا يحارب، وبالتالي لا يقدّم شهداء في الحرب الدائرة.