خبير بيئي: سوء تشغيل سد النهضة وراء فيضانات السودان الأخيرة وخطر ممتد الى مصر
خبير بيئي: سوء تشغيل سد النهضة وراء فيضانات السودان الأخيرة وخطر ممتد الى مصر
في تطور مقلق ينذر بكارثة بيئية وتهديد إنساني واسع النطاق، أعلنت وزارة الري والموارد المائية في السودان حالة الطوارئ القصوى، بعد تسجيل ارتفاع قياسي في مناسيب نهر النيل، نتيجة تدفقات غير مسبوقة من سد النهضة الإثيوبي. هذا التصعيد دفع السلطات السودانية إلى إصدار إنذار أحمر يشمل عدة ولايات على امتداد الشريط النيلي، وسط تحذيرات من فيضانات مدمرة قد تغرق المنازل والأراضي الزراعية، وتعرض حياة آلاف المواطنين للخطر. الربط المباشر بين هذه الفيضانات وعدم التنسيق مع الجانب الإثيوبي بشأن ملء السد وفتح بواباته، أعاد إلى الواجهة المخاوف من غياب آلية مشتركة لإدارة هذا المشروع المائي الضخم.
في مقابلة خاصة مع قناة اخبارية مصرية أكد الدكتور دوميط كامل، رئيس حزب البيئة العالمي، أن ما يحدث في السودان ليس مجرد حادث طبيعي، بل نتيجة مباشرة لسلسلة من الأخطاء التقنية والإدارية في إدارة سد النهضة منذ عام 2015. وأوضح أن طريقة تعبئة السد وتشغيل التوربينات لم تخضع للمعايير العلمية المطلوبة، مشيرًا إلى أن أربعة توربينات فقط كانت تعمل مؤخرًا، رغم أن السد مصمم لتشغيل أربعة عشر. هذا الخلل، بحسب رأيه، أدى إلى اضطرار السلطات الإثيوبية لفتح بوابات السد بشكل مفاجئ، ما تسبب في تدفق كميات هائلة من المياه نحو السودان، وصلت إلى نحو 750 مليون متر مكعب يوميًا، وهو رقم بالغ الخطورة في ظل غياب خطط تصريف علمية.
الدكتور كامل أشار إلى أن الفيضانات الحالية تفاقمت بفعل عوامل مناخية غير اعتيادية، أبرزها حركة الكتل الهوائية القادمة من أوروبا والمتوسط والأطلسي، والتي تسببت في هطول أمطار غزيرة على المنطقة. وأضاف أن حركة الرياح كانت معكوسة تمامًا، ما أدى إلى تراكم المتساقطات بشكل غير مسبوق. هذا التفاعل المناخي، إلى جانب سوء إدارة السد، خلق ضغطًا مائيًا هائلًا، أجبر السلطات على فتح بوابات السد دون تنسيق مسبق، ما أدى إلى انتشار المياه في مناطق واسعة داخل السودان، وتجاوز منسوب النيل المستويات الآمنة، وفقًا لما وصفه بـ”الإشارة الحمراء”.
0 Comments: