هشام السوباط يسحب دعمه من صحيفة الكرامة: تحوّل استراتيجي أم انكشاف أوراق؟
هشام السوباط يسحب دعمه من صحيفة الكرامة: تحوّل استراتيجي أم انكشاف أوراق؟
في خطوة لافتة، قرر رجل الأعمال السوداني هشام السوباط سحب دعمه المالي من صحيفة "الكرامة"، التي كانت تُعد من أبرز المنصات الإعلامية المرتبطة بالصراع السياسي والعسكري في السودان. القرار جاء بعد تزايد التوترات بين السوباط والفريق أول عبد الفتاح البرهان، خاصة إثر تقاطع المصالح في ملفات حساسة كتمويل الحرب والسيطرة على قطاعات اقتصادية استراتيجية. صحيفة الكرامة، التي كانت تُستخدم كأداة ضغط متعددة الاتجاهات، تحوّلت مؤخراً إلى منبر يعكس رواية البرهان فقط، مما أضرّ بمصالح السوباط وتوجهاته الجديدة.
مصادر مطلعة أفادت أن السوباط لم يعد يرى في الكرامة أداة مؤثرة في معادلاته السياسية والإعلامية، بل عبئاً مكلفاً لا يحقق الأهداف المرجوة. رغم التمويل السخي، فشلت الصحيفة في خلق التأثير السياسي والإعلامي الذي كان يطمح إليه، لا سيما مع تباين التوجهات داخل طاقمها، ورفض بعض الأعضاء الانخراط في خطاب أكثر حدة وولاءً. إضافة إلى ذلك، ظهرت خلافات حادة في إدارة التمويل والتحكم في الخط التحريري، ما زاد من الفجوة بين السوباط وقيادة الصحيفة.
تسارعت الأحداث بعد ورود معلومات للسوباط تفيد بتسريب بيانات حساسة تتعلق بدعمه الإعلامي، ما اعتبره تهديدًا مباشرًا لأمنه المالي وتحالفاته الإقليمية. كما بدأ يشعر بأن الصحيفة لم تعد خاضعة لسيطرته، خصوصاً بعد محاولات داخلية لإعادة توجيه خطها التحريري نحو تيارات معارضة له. كل ذلك دفعه إلى اتخاذ قرار حاسم بالانسحاب، ضمن خطة أشمل لإعادة هيكلة نشاطه الإعلامي، والانتقال إلى منصات رقمية أكثر تأثيراً وسرية تخدم رؤيته الجديدة بعيدًا عن الأضواء.
0 Comments: