الكوليرا تحصد المزيد من الأرواح في شمال كردفان وجنوب دارفور وسط تحذيرات أممية متزايدة

يونيو 20, 2025 MA.A 0 تعليقات

 

الكوليرا

الكوليرا تحصد المزيد من الأرواح في شمال كردفان وجنوب دارفور وسط تحذيرات أممية متزايدة



تتسارع وتيرة تفشي وباء الكوليرا في عدد من ولايات السودان، في مقدمتها شمال كردفان وجنوب دارفور، في وقت أعلنت فيه ولاية الخرطوم عن انخفاض نسبي في معدلات الإصابة، فيما حذّرت الأمم المتحدة من أن الأرقام المتداولة قد لا تعكس الحجم الحقيقي للكارثة الصحية التي تضرب البلاد للعام الثاني على التوالي.



أعلنت وزارة الصحة بولاية شمال كردفان، الأربعاء 19 يونيو، عن تسجيل 102 حالة إصابة جديدة بالكوليرا في مركز العزل بمستشفى الأبيض، ليرتفع عدد الحالات النشطة إلى 259، والمجموع الكلي للإصابات إلى 5,931 حالة. كما تم رصد خمس وفيات جديدة رفعت إجمالي الوفيات إلى 453 حالة منذ ظهور المرض بالولاية.



وفي جنوب دارفور، أكدت الوزارة تسجيل خمس إصابات جديدة في مدينة نيالا، توزعت بين محليتي نيالا شمال ونيالا جنوب. كما أفاد مركز العزل بمنطقة الريل بمحلية بليل بتسجيل 74 حالة إصابة و5 وفيات إضافية خلال عشرة أيام، ما يرفع العدد الإجمالي إلى 263 إصابة و21 وفاة منذ أواخر مايو.


وأعربت مصادر طبية في معسكر كلمة للنازحين عن قلق بالغ بعد تسجيل ثلاث إصابات، بينها وفاة واحدة. وقال إبراهيم أرباب، مسؤول “سنتر واحد”، إن ضعف التغطية الصحية وقلة عدد المنظمات – لا تتعدى اثنتين – يُعرض أكثر من 260 ألف نازح لخطر محدق، في ظل غياب محاليل الإماهة، ومياه الشرب الآمنة، وأدوية الطوارئ. كما ناشد السكان عبر راديو دبنقا عودة المنظمات التي انسحبت بسبب الحرب، وتنفيذ حملات رش وإصحاح بيئي عاجلة.


أعلنت وزارة الصحة بولاية الخرطوم عن انخفاض ملحوظ في الإصابات، مع تسجيل 60 حالة جديدة ووفاة واحدة فقط يوم الأربعاء. وانتهت، الخميس، حملة التطعيم ضد الكوليرا التي استمرت عشرة أيام، واستهدفت 12 وحدة إدارية في خمس محليات، شملت 1.86 مليون شخص من عمر عام فأكثر.

كما أطلقت السلطات الصحية في محلية الرهد بولاية شمال كردفان حملة تطعيم جديدة تستهدف أكثر من 275,000 شخص، باستخدام فرق ثابتة وجوالة، وسط تحديات لوجستية متزايدة.قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن الكوليرا أثرت بشدة على الأطفال دون سن الخامسة، موضحًا أن من بين أكثر من 80 ألف حالة اشتباه مسجلة منذ يوليو الماضي، هناك 7,300 إصابة وأكثر من 200 وفاة بين الأطفال.


وأشار إلى أن الانخفاض في معدلات الإبلاغ في الخرطوم قد يكون مضللاً، وقد يخفي الحجم الحقيقي للتفشي، مع تأكيد وجود حالات نشطة في ولايات مثل نهر النيل وجنوب دارفور. وأضاف أن حملات التطعيم تجري في ظروف معقدة نتيجة الحرب الأهلية، وأن هناك تفشٍ موازٍ لمرض الحصبة، سُجلت فيه 2,200 حالة اشتباه وخمس وفيات منذ بداية العام، 60% منها بين الأطفال دون الخامسة.


رغم دعم منظمتي الصحة العالمية واليونيسف، تواجه برامج المكافحة نقصاً حاداً في اللقاحات، والإمدادات الطبية، والكوادر المؤهلة، إلى جانب فجوات بيانات تؤثر على سرعة الاستجابة. وحذرت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين بدارفور من “كارثة إنسانية وشيكة”، مشيرةً إلى أن ما يفوق 70% من سكان الفاشر يحتاجون مساعدات غذائية وطبية عاجلة، وسط استمرار الحصار وصعوبة الوصول الإنساني.

في ظل هذه المعطيات، تتصاعد الدعوات المحلية والدولية لتوسيع نطاق الاستجابة الصحية وتوفير التمويل اللازم لدرء المزيد من الوفيات، في وقت يتزايد فيه القلق من أن تتحوّل الكوليرا إلى أزمة ممتدة تُضاف إلى قائمة الأزمات المعقدة التي تعصف بالسودان.

0 Comments: