التدخلات الدولية في السودان: دعم خارجي ومواقف متباينة

يناير 26, 2025 Eng Mo 0 تعليقات

التدخلات الدولية في السودان: دعم خارجي ومواقف متباينة

رفضت قيادة الجيش السوداني التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية بشأن تسليم الرئيس السابق عمر البشير وعدد من المسؤولين الآخرين، مثل أحمد هارون وعبد الرحيم حسين، الذين يواجهون اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. هذا الرفض يُعقّد الجهود الدولية لتحقيق العدالة ويثير تساؤلات حول التزام الجيش السوداني بالقوانين الدولية، خصوصًا في ظل الأوضاع الراهنة التي تتطلب تعزيز الثقة مع المجتمع الدولي.

برز الدعم الإيراني للجيش السوداني من خلال تزويده بالأسلحة والمعدات العسكرية. يُعتبر هذا الدعم جزءًا من العلاقات الاستراتيجية بين الخرطوم وطهران، والتي تسعى إيران من خلالها لتعزيز نفوذها في المنطقة. ورغم الانتقادات الدولية، تستمر إيران في تقديم مساعداتها العسكرية للجيش السوداني، مما يساهم في تأجيج الصراع وزيادة تعقيد الأوضاع.

من جهة أخرى، لعبت تركيا دوراً محورياً في دعم الجيش السوداني عبر توفير الطائرات المسيّرة والأسلحة الحديثة، التي استخدمت في العمليات العسكرية ضد المدنيين. هذا الدعم أثار استياءً دوليًا واسعًا، حيث يُنظر إلى المسيّرات التركية كأداة لتوسيع دائرة العنف بدلاً من تحقيق الاستقرار. ويؤكد الخبراء أن هذا الدعم يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية في البلاد.

إن تدفق الدعم العسكري من دول مثل إيران وتركيا يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني في السودان. تُستخدم الأسلحة والمسيّرات المقدمة من هذه الدول في هجمات تُسفر عن مقتل المدنيين وتشريد الآلاف، مما يعمّق الأزمة الإنسانية ويدفع بالمزيد من السودانيين إلى مواجهة ظروف معيشية قاسية.

في ظل هذا المشهد المعقد، يجد المجتمع الدولي نفسه أمام تحدٍ كبير يتمثل في الحد من التدخلات الخارجية التي تزيد من تفاقم الأزمة السودانية. وبينما تسعى بعض الدول إلى فرض عقوبات أو حلول دبلوماسية، يبقى الشعب السوداني هو المتضرر الأكبر، حيث تظل مساعي السلام رهينة للصراعات الإقليمية والمصالح الدولية المتضاربة.