تفشي الكوليرا وأمراض مجهولة بين آلاف العائدين من جنوب السودان

يوليو 12, 2025 MA.A 0 تعليقات

 

تفشي الكوليرا


تفشي الكوليرا وأمراض مجهولة بين آلاف العائدين من جنوب السودان

تواجه ولاية النيل الأزرق أوضاعًا إنسانية متدهورة نتيجة تدفق آلاف العائدين من دولة جنوب السودان، وسط غياب شبه كامل للخدمات الأساسية وتفشي أمراض قاتلة، أبرزها الكوليرا وأخرى لم تُشخّص بعد، وفقًا لمصادر ميدانية تحدثت لـ”دارفور24″ من داخل مدينة الدمازين، عاصمة الولاية.

وبحسب المصادر، فإن عدد العائدين يُقدّر بنحو 300 ألف شخص، موزعين على عدة مراكز ومواقع إيواء، أبرزها معسكر الكرامة، ومنطقة الشهيدة فندي شرق مطار الدمازين، إلى جانب مزرعة تابعة لوزارة الزراعة في حي الزهور. وتُعد منطقة معسكر 6 في مدن التعلية الجديدة من أكثر المواقع تضررًا، حيث سُجلت فيها معدلات مرتفعة لتفشي وباء الكوليرا.

وفي تقرير رسمي نشرته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، بلغ عدد العائدين من جنوب السودان إلى ولاية النيل الأزرق نحو 77 ألف شخص، في وقت تشير فيه مصادر محلية إلى أن السلطات تتعمد حجب المعلومات المتعلقة بعدد المصابين والوفيات، خاصة المرتبطة بالكوليرا، وسط غياب أي إحصاءات رسمية حتى الآن.


وتؤكد المصادر أن الأوضاع داخل مراكز الإيواء “كارثية”، حيث ينعدم الغذاء والدواء، وتنتشر أمراض متعددة، بينها الحميات، الكوليرا، وأمراض جلدية غير مشخصة، ما يفاقم من معاناة السكان في ظل غياب التدخل الحكومي المحلي.

وبدأت بعض المنظمات الإنسانية الدولية في تقديم خدمات طبية عبر عيادات متنقلة في مناطق العزل المؤقتة خارج المدن، وعلى مقربة من المعسكرات، من بينها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، منظمة ورلد فيجن، المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ومنظمة ريليف إنترناشونال. إلا أن حجم الأزمة، وفقًا للمصادر، يفوق بكثير قدرات هذه المنظمات، خاصة في ظل غياب الدعم اللوجستي والإداري من السلطات المحلية.

وفي منطقة بك التابعة لمحلية التضامن، سُجلت 12 حالة إصابة بالكوليرا خلال الأسبوع الماضي فقط، وسط تحذيرات من انتشار أوسع للوباء في ظل استمرار الجفاف لأكثر من ثلاثة أشهر، ما أدى إلى شح شديد في مصادر المياه، وجعل المنطقة بيئة خصبة لانتقال الأمراض المنقولة عبر المياه.

وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه البلاد أزمة صحية متصاعدة، مع استمرار الحرب منذ أبريل 2023، وتدهور البنية التحتية الصحية، ما يُنذر بتداعيات خطيرة على الاستقرار الإنساني في ولاية النيل الأزرق والمناطق المجاورة.

0 Comments: