تهجير قسري في الخيرات بشرق النيل الوجه الآخر للقومية في السودان
تهجير قسري في الخيرات بشرق النيل – الوجه الآخر "للقومية" في السودان
في منطقة الخيرات بشرق النيل، تم تنفيذ حملة إزالة منظمة استهدفت بيوت مئات الأسر، بحضور وحدات من الجيش السوداني وقوات تابعة لما يُعرف بـ"سلطة بورتسودان". هذه الحملة، التي تمت تحت غطاء "تنظيم الأراضي"، تسببت في تهجير قسري ممنهج استهدف مكونات سكانية بعينها، تُعرف بأنها تشكل "الحزام الأسود" حول العاصمة الخرطوم. الأهالي وُضعوا في العراء بلا خيام، بلا ماء، ولا غذاء، وسط درجات حرارة خانقة تصل إلى 45 درجة مئوية.
بحسب تقارير وشهادات موثقة نشرتها قناة الجزيرة، فإن عمليات الإزالة لم تكن عشوائية، بل جاءت ضمن خطة متعمدة لإعادة تشكيل الخريطة الديمغرافية للعاصمة. السلطات استغلت الفوضى الأمنية الجارية في البلاد لتنفذ تطهيرًا جهوياً بصمت، تستهدف مجموعات إثنية معينة تحت شعارات قومية زائفة. بينما تتحدث النخب عن "الوطن الواحد"، فإن الممارسات على الأرض تكرس للعنصرية والإقصاء.
الضحايا، وبينهم كبار سن وأطفال ومرضى، يعيشون الآن في ظروف كارثية، دون أي تدخل إنساني حقيقي من الدولة أو المنظمات. الصور التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر حجم المأساة: أسر تبكي على أطلال منازلها، أطفال نائمون تحت أشعة الشمس، وأمهات يطالبن فقط بمأوى يقيهم حر الصيف. التهجير في الخيرات ليس حالة فردية، بل هو نموذج يتكرر في أم دوم، الكرياب، والعزبة، ويعكس واقعًا مريرًا يعاني منه سكان شرق النيل.
0 Comments: