مهرجانان دوليان يستضيفان الفيلم السوداني «الخرطوم» في أمريكا وألمانيا ما قصته؟
مهرجانان دوليان يستضيفان الفيلم السوداني «الخرطوم» في أمريكا وألمانيا ما قصته؟
يشارك الفيلم الوثائقي السوداني “الخرطوم” في مسابقة مهرجان “صن دانس” بالولايات المتحدة، ومن المقرر أن يتواجد في مهرجان برلين بألمانيا في الخامس عشر من فبراير، حيث سيعرض ضمن قسم أفلام البانوراما. يعكس هذا الفيلم التحديات التي يواجهها المجتمع السوداني في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، مما يجعله محط اهتمام عالمي.
تدور أحداث الفيلم حول خمسة شخصيات تعيش في مدينة الخرطوم، حيث تتنوع خلفياتهم وتجاربهم في بلد يعاني من النزاعات والحروب. تشمل الشخصيات موظفاً حكومياً يسعى لتحقيق التغيير، وبائعة شاي تجسد روح المقاومة، ومتطوعاً في لجان المقاومة، بالإضافة إلى طفلين مشردين يمثلان جيل المستقبل الذي يعاني من آثار الصراع. تتشابك قصصهم في إطار مشترك يسعى نحو الحرية والأمل.
يبرز الموقع الإلكتروني للفيلم طبيعة العمل من خلال تقديم خمس روايات متداخلة تعكس واقع الحياة في السودان، حيث تتقاطع الأحلام والثورات في شوارع الخرطوم، مع سعي الشخصيات للهروب إلى شرق أفريقيا بحثاً عن الأمان. الفيلم من إخراج مجموعة من المخرجين السودانيين، بالإضافة إلى المخرج البريطاني فيل كوكس، الذي سبق له زيارة السودان لتصوير فيلم آخر، مما ساهم في تعزيز التعاون مع “سودان فيلم فاكتوري” وإنتاج هذا العمل المميز.
يتناول الفيلم قصة خمس شخصيات رئيسية، حيث تم تكليف كل مخرج بإخراج شخصية معينة. وقد قام المخرج كوك بدمج هذه القصص المتنوعة في عمل واحد متكامل، مما يعكس تنوع الثقافات والجنسيات المشاركة في المشروع، والتي تشمل السودان وبريطانيا وكينيا وفلسطين وغيرها. بدأت عملية تصوير الفيلم قبل اندلاع الحرب في السودان واستمرت حتى بعد ذلك، حيث استغرقت ثلاث سنوات، وتم إنجاز جزء كبير من العمل قبل أن تتأثر الأحداث في الخرطوم.
تحدثت راوية، إحدى مخرجات الفيلم، عن التحديات التي واجهتهم بسبب الحرب، حيث كانت الخطة الأصلية تهدف إلى الانتهاء من التصوير في مايو 2023. ومع اندلاع النزاع، فقدوا التواصل بين المخرجين وبعضهم البعض، بالإضافة إلى شركاء المشروع. وأوضحت أن أحد المخرجين لجأ إلى كينيا، حيث استخدم طرقاً جديدة للتواصل مع فيل وشركة الإنتاج، مما أدى إلى تنظيم ورشة عمل في نيروبي لدراسة سبل مواصلة العمل على الفيلم.
أشارت راوية إلى أن القرار بالاستمرار في المشروع كان صعباً، خاصة بعد فقدان جزء كبير من المعلومات، مما شكل تحدياً كبيراً للفريق. كما أكدت أنها واجهت صعوبة في التواصل مع الأطفال والمشاركين في الفيلم بسبب انقطاع الاتصالات في الخرطوم، حيث كانت منطقة سيطرة الدعم السريع. وبعد شهرين من البحث، تمكنت من العثور عليهم، ونجحوا في إخراجهم إلى كينيا بعد رحلة شاقة عبر مدينة بورتسودان شرق البلاد.
استخدم فريق الفيلم مجموعة من التقنيات، أبرزها تقنية الشاشة الخضراء لإعادة تصوير القصص. كما خضع المشاركون لجلسات علاج نفسي لمعالجة صدمات الحرب، بهدف مساعدة فريق العمل على سرد قصص نجاتهم من الحرب وما تحمله من ذكريات مؤلمة.
يُعقد مهرجان صندانس في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو يُعد من أبرز المهرجانات السينمائية. وقد وافق المنظمون على إدخال فيلم “الخرطوم” ضمن المسابقة الرسمية التي تشمل أفلامًا طويلة وقصيرة ودراما وغيرها. وقد شارك الفيلم السوداني في فئة الأفلام الوثائقية.
تستند فكرة تصوير فيلم الخرطوم بشكل أساسي إلى تقديم حكايات من المدينة تعرض للعالم بطريقة إنسانية، وتكشف عن أسرار العاصمة التي تجمع جميع أهل السودان، كما تسلط الضوء على المدينة من منظور آخر غير مرئي.
تابعت المخرجة راوية حديثها لـ«التغيير» قائلة: بعد التغيرات التي حدثت بعد الحرب، أردنا أن نوصل رسالة مفادها أن الأشخاص الذين قُتلوا في الخرطوم كانوا يمتلكون حياتهم وقصصهم الإنسانية، وليسوا مجرد أرقام تُذكر في نشرات الأخبار، وهذا ما سعينا لتجسيده في الفيلم الذي شاركنا به في المهرجان.
0 Comments: