محامو الطوارئ تتهم الجيش بشن غارة على عربة دفار ادت الى سقوط العشرات من المدنيين
محامو الطوارئ تتهم الجيش بشن غارة على عربة دفار ادت الى سقوط العشرات من المدنيين
اتهمت منظمة حقوقية مستقلة الجيش السوداني بشن هجوم على عربة مدنية باستخدام طائرة مسيرة، مما أسفر عن مقتل وإصابة 21 شخصاً، بالإضافة إلى فقدان آخرين، على الطريق الذي يربط بين ولايتي الخرطوم وشمال كردفان. الحادث وقع في وقت حساس، حيث تتصاعد التوترات في المنطقة نتيجة النزاع المستمر بين القوات الحكومية وقوات الدعم السريع.
في أواخر يوليو من العام الماضي، أعلن الجيش السوداني عن استراتيجيته الجديدة التي تقضي باعتبار جميع المركبات على طريق الصادرات بين الخرطوم وبارا أهدافاً عسكرية، وذلك بسبب استخدامها من قبل قوات الدعم السريع في عمليات نقل المنهوبات والمقاتلين. هذا الإعلان أثار قلقاً واسعاً بين المدنيين، حيث أصبحوا عرضة للهجمات في ظل تصاعد النزاع.
وفي بيان صادر عن مجموعة محامو الطوارئ، تم الإبلاغ عن أن الهجوم وقع يوم السبت الماضي، حيث استهدفت طائرة مسيرة عربة نقل ألبان كانت في طريقها إلى منطقة المويلح. العربة، التي كانت تحمل براميل الحليب من القرى المجاورة، تعطلت فجأة لتصبح هدفاً لهجوم مسلح، مما أدى إلى مقتل 15 شخصاً وإصابة 6 آخرين، مع بقاء شخصين في عداد المفقودين. الشهادات من شهود العيان تشير إلى أن الهجوم كان موجهًا بشكل مباشر ضد عربة مدنيين، مما يثير تساؤلات حول طبيعة العمليات العسكرية في المنطقة.
أفادت أن العربة التي كانت تنقل براميل الحليب من مزارع الأبقار في القرى المجاورة إلى منطقة المويلح، تعرضت لعطل مفاجئ، مما جعلها عرضة لهجوم مسلح نفذته طائرة مسيرة تابعة للجيش. الحادث وقع في وقت كانت فيه العربة تحمل شحنة مدنية بحتة، مما يثير تساؤلات حول طبيعة الهجوم.
وفقًا لشهادات شهود عيان وتقارير محلية، فإن الهجوم استهدف العربة بشكل مباشر بعد تعطلها، رغم أنها كانت تحمل مواد غذائية مدنية. هذا الهجوم يعكس تصعيدًا في الأعمال العدائية ضد الأهداف المدنية، مما يزيد من القلق بشأن سلامة المدنيين في المنطقة.
تشير الأدلة إلى أن الضحايا كانوا من الرعاة والعاملين في مجال نقل الألبان، مما يعزز من فرضية أن هذا الهجوم كان جريمة موجهة ضد المدنيين. هذه الحادثة تثير مخاوف كبيرة حول الأمان في المناطق الريفية وتسلط الضوء على الحاجة الملحة لحماية المدنيين في النزاعات المسلحة.
اعتبرت المجموعة أن الهجوم الأخير يعد انتهاكاً فاضحاً للمادة الثالثة المشتركة من اتفاقيات جنيف لعام 1949 والبروتوكول الإضافي الثاني، حيث يمنع استهداف المدنيين والمرافق المدنية خلال النزاعات المسلحة. كما يتعارض هذا الهجوم مع مبدأ التمييز الذي يفرض على جميع الأطراف المتنازعة ضرورة التفريق بين المدنيين والمقاتلين.
وأعربت مجموعة محامو الطوارئ عن تضامنها مع الضحايا وعائلاتهم في هذه الأوقات الصعبة، مشددة على أهمية تكثيف الجهود الدولية لمحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات وضمان عدم تكرارها في المستقبل.
في سياق متصل، تسيطر قوات الدعم السريع على جميع الطرق المؤدية إلى مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، بما في ذلك طريق الصادرات الذي يربط بين أم درمان وبارا والأبيض، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في المنطقة.
0 Comments: