سكان الكومة يناشدون بإيقاف الغارات الجوية المتواصلة دون تواجد عسكري

نوفمبر 12, 2024 Eng Mo 0 تعليقات

 

الطيران الحربي


سكان الكومة يناشدون بإيقاف الغارات الجوية المتواصلة دون تواجد عسكري


ناشد سكان الكومة، التي تبعد 78 كيلومترًا شمال شرق الفاشر عاصمة شمال دارفور، الجيش السوداني بإنهاء القصف الجوي المتعمد الذي يتعرضون له بشكل متكرر، رغم عدم وجود مراكز لقوات الدعم السريع في تلك المنطقة.

أسفر آخر قصف جوي للطيران الحربي على بلدة الكومة يوم الجمعة عن إصابة 7 أشخاص وتدمير المصدر الرئيسي للمياه ومركز إيواء للنازحين، بالإضافة إلى احتراق أكثر من منزل. قال ناظر قبيلة الزيادية عبدالله آدم جزو، إن الوضع في بلدة الكومة محزن بسبب عدم وجود أي قوات للدعم السريع، ولاستمرار استهداف المدنيين، مما أسفر عن مئات القتلى والجرحى.

أعرب جزو عن حزنه لاستهداف القصف الجوي للمنشآت المدنية والمدنيين في البلدة، بما في ذلك المصدر الوحيد للمياه الذي يغذي المدينة. أشار جزو في تصريح سابق إلى أن الطائرات الحربية شنت حوالي 23 غارة على بلدة الكومة، حيث استهدفت المنازل والأسواق والمساجد والمدارس ومصادر المياه والماشية.


قال أحد المواطنين في بلدة الكومة، إبراهيم حافظ، إن القصف الجوي الذي يجري هو استهداف طائفي يستند إلى القبيلة، ويهدف إلى زعزعة استقرار بلدة الكومة ومليط كونها مناطق تواجد قبيلة الزيادية.

أوضح أن قوات الدعم السريع التي تواجه الجيش لا تمتلك معسكرًا تدريبيًا أو قيادة عسكرية في المنطقة، ومع ذلك يتعرض السكان للهجمات بالبراميل المتفجرة بشكل أسبوعي، مع التركيز على تدمير البنية التحتية بما في ذلك مناطق إقامة النازحين من الأماكن الأخرى التي فروا منها هربًا من القتال.


استنكر القصف الذي ينفذه الطيران الحربي على المناطق المدنية وترك قوات الدعم السريع بعيدة عن ميدان المعركة في مدينة الفاشر، مطالبًا الجيش بالتوقف عن قصف المدنيين في الكومة. استهدف الطيران الحربي يوم الجمعة أكبر محطة مياه تجارية في البلدة، التي توفر المياه للسكان بأسعار رمزية، مما أدى إلى حدوث أزمة حادة في المياه واضطرار المواطنين للذهاب لمسافات طويلة للحصول على المياه، حسب شهادات سكان البلدة لوكالة “دارفور 24”.

 

أدان المحامي والناشط الحقوقي محمد عادل إبراهيم استمرار قصف الجيش السوداني للمناطق والمرافق المدنية في إقليم دارفور، وتدميره لمصادر المياه في بلدة الكومة ومدينة مليط. أفاد عادل بأنهم قاموا بإعداد مذكرة عاجلة بالتعاون مع مجموعة من الحقوقيين في الخارج لتقديمها إلى مجلس الأمن الدولي والمحكمة الجنائية الدولية والاتحاد الأفريقي ومهمة الاتحاد الأوروبي، وذلك للتأكيد على ضرورة تفعيل قرار حظر الطيران الحربي في مناطق دارفور. وأضاف: “كيف يمكن قصف مناطق تحتوي على أطفال ونساء ومسنين لا علاقة لهم بالأسلحة؟ يجب وقف تحليقات الطائرات الحربية في دارفور، فهو الحل الفعّال”. أفاد مصدر طبي في مستشفى الكومة الريفي لـ “دارفور24” بزيادة حالات العاهات الدائمة بين المصابين نتيجة قذائف الطائرات الحربية في المنطقة.

قال إن القصف الجوي على البلدة يتسبب عادة في إصابة الكثيرين، حيث يتم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج، وفي بعض الأحيان يحتاجون إلى عمليات جراحية غير متاحة في المستشفى، مما يؤدي إلى وفاة المصابين. وأعلن عن زيادة عدد القتلى في أحدث غارة جوية على البلدة في أكتوبر الماضي إلى 61 قتيلاً و200 جريح، وهو أكبر عدد من الحالات التي استقبلها المستشفى منذ بدء الاشتباكات. وأضاف: “قمنا بتوثيق أكثر من 100 حالة وفاة وحوالي 300 إصابة منذ بدء القصف الجوي على البلدة”. أشار إلى وجود نقص في الأدوية الأساسية والمنقذة للحياة والمستهلكات الطبية في البلدة، مما يعرض حياة المدنيين للخطر.


وناشد الهلال الأحمر والصليب الأحمر الدولي والمنظمات الوطنية والدولية للتدخل وتقديم الاحتياجات الضرورية للمستشفى، الذي يعد الوحيد في المنطقة شرق الفاشر. من جانبه، نفى مصدر عسكري رفيع في الجيش – فضل عدم الكشف عن اسمه – استهداف المدنيين في بلدة الكومة بناءً على أساس عرقي أو مناطقي خلال الغارات الجوية الأخيرة. أوضح أن قوات الدعم السريع تعتمد على سوق البلدة لتلبية احتياجاتها، وكذلك للتواجد هناك والتخطيط للهجمات على الفاشر انطلاقاً من البلدة.

وذكر أن القوات المسلحة أصدرت تحذيرات للمواطنين بضرورة الابتعاد عن أماكن تجمعات قوات الدعم السريع التي تستهدفها الطائرات الحربية في أي منطقة تتواجد فيها. وأعرب عن أسفه لوفاة المواطنين في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع نتيجة القصف الجوي، محذراً إياها من استغلال المدنيين واستخدامهم كدروع بشرية. اعتبر مصدر من قوات الدعم السريع في مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، أن هجمات الطيران الحربي التابعة للجيش السوداني على المناطق التي يسيطرون عليها تهدف إلى زعزعة الأمن وقتل المواطنين الأبرياء دون أن تستهدف أي جندي من قواتهم.

قال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه  إن الهجمات التي شنها الجيش على مناطق نيالا والكومة ومليط تعتبر دليلاً على الأخطاء التاريخية للجيش في استهداف أماكن تجمع القبائل للمقاتلين، مما يؤدي إلى تدمير البنية التحتية والثروة الحيوانية.

0 Comments: