تحذيرات من تحول الجماعات الإسلامية في السودان إلى دولة داخل الدولة
تحذيرات من تحول الجماعات الإسلامية في السودان إلى دولة داخل الدولة
قوات الدعم السريع يؤكد أن التشكيل الجديد الذي أعلنه قائد كتيبة البراء يندرج ضمن تفعيل ما يسمى بالتيار العريض وانتخاب علي كرتي رئيسا له.يثير إعلان الجماعات الإسلامية التي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني، بتشكيل كتائب إسناد مدني، لِما يسمونها بـ”حرب الكرامة” المخاوف من تحولها إلى دولة داخل الدولة، ما قد يعيق أي جهود لوقف الحرب في البلاد.
واعتبر الباشا طبيق المستشار في قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، خطوة قائد كتيبة البراء بأنها تحولات كبيرة في الحرب، وتُنبئ باتجاه تشكيل دولة داخل دولة تتبنى الإرهاب.وقال طبيق في تدوينة على منصة “إكس” إنه “للمرة الأولى يخاطب أمير كتيبة البراء بن مالك عضويته بتشكيل كتائب إسناد مدني خاصة بهم دون ذكر الجيش”.
وأضاف أن “ذلك ينبئ بمرحلة التشكيل النهائي لنموذج حزب الله (في لبنان) وحماس (في غزة) والحشد الشعبي في العراق والحوثي في اليمن، وإيجاد دولة داخل دولة، بعد دخول إمدادات إيرانية عبر جماعة الحوثي لكتيبة البراء عبر البحر الأحمر وتسليمها لهم ببورتسودان”، مشيرًا إلى أن خلافات ياسر العطا والكباشي تعكس ذلك التحول الميداني والتنظيمي.
وأكد طبيق أن قوات الدعم السريع قتلت بالأمس القريب عددا من مشغلي المسيرات الإيرانية في معارك الشايقاب بولاية الجزيرة.وأضاف أن “هذا التشكل الجديد يؤكد وجود عبدالفتاح البرهان على هرم الجيش وجودًا ديكوريًّا ليس إلا، وأن هذه التطورات تتبع تفعيل ما يسمى بالتيار العريض وانتخاب علي كرتي رئيسا له، خلال الأيام الماضية”.
وأكد أن “هذه التطورات تتطلب تكوين تحالف دولي لمواجهة خطر الإرهاب المتنامي في السودان تحت مظلة الجيش الذي تسيطر عليه قيادات الجماعات الإرهابية نفسها”.وكان المصباح أبوزيد طلحة قائد كتيبة البراء بن مالك، إحدى الميليشيات الإسلامية التي تقاتل مع الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان في حربه ضد قوات الدعم السريع، أطلق على نحو مفاجئ دعوات لتشكيل كتائب إسناد مدني لما يسمونها بـ”حرب الكرامة”، حيث طرح استمارة إلكترونية لأجل ملئها من قبل الراغبين في الانضمام إلى الكتائب.
وقال طلحة في منشور عبر صفحته على فيسبوك إن الكتائب التي يعتزم تكوينها، الغرض منها استنهاض طاقات عامة الشعب السوداني وتوظيفها لخدمة معركة الكرامة ورفع المعاناة عن كاهل أبناء الوطن وإحياء مبدأ التكافل الاجتماعي، وإسناد الجهاز التنفيذي للدولة في جميع المجالات المهنية، والخدمية، والإنسانية، والإسناد العسكري”.
وتثير خطوة قائد كتيبة البراء بن مالك الكثير من التساؤلات حول ما إذا كانت بتنسيق مع جنرالات الجيش الموالين للتنظيم الإسلامي، وذلك في محاولة لإجهاض أي عملية تفاوض قد تكون نتائجها إبعاد أنصار نظام الرئيس السابق عمر البشير، من المشهد السياسي، أم أنها جاءت بمبادرة ذاتية.
وتشير بعض التقارير الحديثة إلى أن الإعلان جاء بتنسيق مع الميلشيات الإسلامية في الجيش التي يبدو أنها طلبت منه عدم الإشارة إليها وفق خطة التضليل، وأن الهدف هو تشكيل جيش مواز مناهض الجيش في حال اتفاقه وقوات الدعم السريع على وقف إطلاق النار وذلك بعد ترحيب البرهان بدعوة الرئيس الأميركي جو بايدن لاستئناف المفاوضات.
وتلاحق جماعة الإخوان (الحاكمة في عهد الرئيس السابق عمر البشير)، اتهامات بإشعال الحرب الجارية بين الجيش وقوات الدعم السريع، بهدف العودة إلى السلطة التي فقدتها في الـ19 من أبريل 2019، بعد ثورة شعبية انحاز لها العسكريون وقوتها.
ومنذ تفجر الصراع العسكري في الخامس عشر من أبريل 2023، سارع أنصار الرئيس السابق عمر البشير بقيادة على كرتي، إلى تأييد الجيش، وأعلنوا انخراطهم في القتال إلى جانبه عبر ميليشياتهم المتعددة، إذ يتهم أنها تتحكم حاليا في قرار الحرب.
0 Comments: