الإخوان يتسللون عبر دخان الحرب.. ما مخاطر عودتهم في السودان؟
الإخوان يتسللون عبر دخان الحرب.. ما مخاطر عودتهم في السودان؟
بالتزامن مع دخول الصراع في السودان أسبوعه الخامس، وتفاقم الأزمات المترتبة عليه، تحاول تيارات الإسلام السياسي داخل البلاد وفي مقدمتها جماعة الإخوان، توظيف المشهد الراهن بكل ما يحمله من "مصائب"، لتنفيذ أجندتها الخاصة. حذر خبيران من الخرطوم، من مغبة استغلال قوى الإسلام السياسي للصراع المحتدم داخل الدولة، لتنفيذ مصالح خاصة بالتنظيم في مقدمتها العودة للسلطة
حسب الخبيرين، تحاول قوى الإسلام السياسي في الوقت الراهن سكب المزيد من البنزين على النيران المشتعلة بين الجيش وقوات الدعم السريع، لتمديد عمر الصراع إلى أقصى درجة، ونسف أي سبل للتفاهمات السياسية من شأنها أن تعيق مخططات التنظيم
تغيير طبيعة الصراع
في تصريح يقول الباحث السوداني، رئيس منصة الدراسات الأمنية وأبحاث السلام إبراهيم ناصر: ظهور المجموعات المؤدلجة، خاصة تيارات الإسلام السياسي، ومحاولتها تنفيذ أجندة مصالح خاصة في ضوء مشهد الصراع الراهن في السودان، يعدان أمرا غاية في الخطورة. ,تعيق تحركات الإسلاميين في السودان جهود التهدئة ووقف الصراع بين الطرفين
الإخوان يحاولون تأجيج الصراع وتفكيك المؤسسة العسكرية بإحداث انقسامات جذرية داخل الجيش.تيارات الإسلام السياسي تحاول في الوقت الراهن تحويل الصراع بين قوتين، إلى صراع أيديولوجي عميق، وهو ما يعقد أزمة السودان
بداية عودة الإسلاميين للمشهد
من جانبه، يقول الكاتب والمحلل السياسي السوداني عبد الجليل سليمان: إن الحركة الإسلامية قد عادت إلى المشهد السوداني منذ الانقلاب على حكومة عبد الله حمدوك في 25 أكتوبر 2021. ,منذ ذلك التاريخ، سمح قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، بممارسة النشاط السياسي للحركة الإسلامية، لذلك انعقد مؤتمر الحركة الإسلامية، وكان منطلقا لعودة الإسلاميين إلى عدة مناصب داخل الدولة
عودة الإسلاميين للمشهد منذ ذلك التاريخ تعد أحد الأسباب المحورية للحرب الدائرة اليوم في السودان. تم تمكينهم من جديد وإعادتهم للواجهة، وهم الآن من يديرون الحرب في الصفوف الأولى. حتى البيانات التي تصدر اليوم بخصوص الصراع الدائر يطفو عليها أسلوب جماعة الإخوان
الهدف تفكيك السودان
أول المخاطر المحتملة لعودة الإسلاميين للمشهد السياسي الراهن في البلاد، حسب سليمان: تتمثل في تفكك السودان، "لأن الشعب السوداني بكل أطيافه السياسية والاجتماعية يرفضون عودة التنظيم باستثناء مؤيديه وأنصاره"
الوقيعة بين الجيش وقوات الدعم السريع
يقول سليمان إن عناصر تنظيم الإخوان المسؤول الأول عن الحرب الدائرة اليوم في السودان بعد أن نجحوا في الوقيعة بين قوات الجيش والدعم السريع، وما زالوا يحاولون إشعال المزيد من الأزمات وتمديد الصراع، من أجل تفكيك الطرفين لصالح أجندتهم الخاصة
حقق الإخوان اليوم هدفا مهما جدا بالنسبة إليهم يتعلق بإشعال الصراع بين الجيش وقوات الدعم، وفي الوقت الراهن حققوا مجموعة من المكتسبات في مقدمتها إطلاق صراح قياداتهم من السجون
خطر على دول الجوار
يرى عبد الجليل أن تحركات القوى الإسلامية داخل السودان تمثل خطرا كبيرا على دول الجوار الإفريقي، خاصة أن أجندة الجماعة عابرة للحدود وتستهدف صناعة الفوضى والعنف بعدة دول. ويحذر سليمان من تعاون محتمل بين التنظيمات الإسلامية المتطرفة داخل السودان وخارجه، مثل بوكو حرام وداعش وغيرهما، ما يشكل خطرا حقيقيا على دول الجوار
0 Comments: