مصر وجنوب السودان بالتنمية والتعاون المثمر تعيدان أحياء العلاقات التاريخية

أغسطس 17, 2021 KBenj 0 تعليقات

من عدة قرون مضت ترتبط مصر وجنوب السودان، بعلاقات قوية توجت فى عهد حكم الأسرة العلوية بأن أصبح البلدان كيانًا واحدًا، فضلًا عن نهر النيل شريان الحياة الذى يربط البلدين، وحديثًا ظهر الترابط فى عدة مواقف مميزة، أبرزها خلال السيول الضخمة التى اجتاحت البلاد، فى سبتمبر 2020، حيث وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بفتح جسر جوى لتقديم المساعدات العاجلة للأشقاء من متضررى السيول بجمهوريتى السودان وجنوب السودان، وحملت طائرات النقل العسكرية شحنات من المواد الغذائية والمستلزمات الطبية



جنوب السودان ذات أهميةً استثنائية لمصر، لما يمثله من عمق أمنى وإستراتيجي، وفقا لموقع الهيئة العامة للاستعلامات، نظرًا للعلاقات التاريخية الضخمة باعتباره أرض التلاقى والتواصل العربى الإفريقي، لذلك القاهرة كانت من أولى الدول التى أعلنت دعمها لدولة جنوب السودان والاعتراف بها دولة مستقلة، وإقامة علاقات دبلوماسية معها

كما حرصت مصر على دعم جنوب السودان أيضًا من خلال تفعيل عدة مشروعات تنموية، من بينها مشروع إنشاء المزرعة النموذجية بولاية غرب بحر الغزال، وإنشاء عدد من سدود حصاد مياه الأمطار، والبحث فى البدء بتنفيذ عملية تطهير المجارى المائية بحوض بحر الغزال ونهر السوباط من الحشائش العائمة ولدرء مخاطر تراكم الطمى والتى تشمل تأهيل المجرى الملاحى لمجرى بحر الجبل بجنوب السودان. 

ومؤخرًا تم تفعيل عمل اللجنة الحكومية المشتركة، والمضى قدمًا فى مشروعات مشتركة منها اتفاقية التعاون الفنى فى مجال الموارد المائية، وتدريب العاملين على التقنيات المختلفة لتنمية وإدارة المياه والري، فضلا عن مذكرة تفاهم للتعاون الزراعى لإنشاء مزرعة نموذجية مشتركة على مساحة 200 هكتار، وأخرى للتعاون فى مجال الكهرباء بين وزارتى الكهرباء والطاقة فى كلا البلدين، وأخرى للتعاون فى مجال الصحة بين وزارتى الصحة والسكان فى كلا البلدين

تقول الكاتبة الصحفية أسماء الحسيني الخبيرة فى الشئون الإفريقية، إن انعقاد اللجنة العليا المصرية الجنوب سودانية للمرة الأولى يمثل نقلة نوعية فى مسار العلاقات بين الدولتين، وذلك بعد زيارة الرئيس السيسى إلى جوبا ولقائه بنظيره الجنوب سودانى سيلفا كير، حيث تم الاتفاق على دفع العلاقات وتطويرها على كل الصعد، بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين

 مضيفة أن جنوب السودان دولة هامة ولها مكانة بارزة فى أجندة السياسات الخارجية المصرية، وكانت القاهرة حريصة منذ استقلالها على توطيد العلاقات مع الدولة الوليدة واستقرارها، مشيرة إلى أن المنح التعليمية التى قدمتها مصر فى عهود سابقة ومازالت تحافظ على توفيرها أدت لأن يكون معظم قيادات جنوب السودان خريجى الجامعات المصرية، ما كان له أثر بالغ فى قوة العلاقة الواقعة الآن بين القاهرة وجوبا

وترى الحسيني، أن حرص مصر على استقرار الأوضاع داخل جنوب السودان دفعة للعمل المشترك على كل الأصعدة، حيث شيدت القاهرة مشفى جوبا والذى حقق أهدافه بشكل كبير من حيث توفير الخدمات الطبية اللازمة للمواطنين، فضلًا عن عدة مشاريع لتوفير مياه الشرب منها البدء فى بناء سد جنوب السودان لتنمية القطاع الزراعى وحماية جوبا من الفيضانات المدمرة، بالإضافة لإرسال الطائرات المصرية محملة بمواد غذائية ومستلزمات طبية عاجلة عدة مرات لتتمكن جنوب السودان من مواجهة أخطار الفيضانات و تبعات تفشى فيروس كورونا

وأكدت أن جنوب السودان دولة بكر غنية بالثروات وأرض خصبة للاستثمار، ما يجعلها محطة جذب للاستثمار العالمى وتحديدًا الدول الأجنبية، ولأن مصر تعد الدولة الأقرب لجنوب السودان بحكم التاريخ والجغرافية فهى تسعى لتقديم كل الدعم فى عملية البناء وتحقيق الازدهار والرخاء للشعبين الشقيقين، مع التذكير بأن جنوب السودان تعد الدولة الوحيدة القادرة على زيادة حصة مصر من مياه النيل، عبر مشروع قناة جونجلى الذى وُأِّد فى مهده وحان وقت استعادته لحماية أمن مصر المائي، أيضًا تحتاج جنوب السودان بشكل ملح إلى خبرة الفلاح المصرى ليعيد هندسة العلاقة بين المواطن الجنوب سودانى وأرضه، ومن ثم تم توقيع عدة اتفاقيات بين الدولتين فى مجالات الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية والموارد المائية والطاقة والصحة والتعليم برعاية ودعم اللجنة العليا المصرية الجنوب سودانية

وعن العلاقات الاقتصادية بين البلدين، بأن الدولتين وقعتا عدة اتفاقات فى مجال الرى تضمن إقامة مشروعات مائية فى منطقتى بحر الغزال وبحر الجبل لتفادى وقوع فيضانات تؤثر على أمن المواطنين، فضلًا عن ترشيد استهلاك المياه وتوفير مياه الشرب وتحقيق تنمية زراعية حقيقية توفر الأمن الأمن الغذائى لشعب جنوب السودان 

وأن وزارة الرى حفرت العديد من الآبار، فضلًا عن مشروعات مصرية فى جوبا تهدف لتنمية الثروة الحيوانية والسمكية، كما ناقش اجتماع اللجنة العليا بالقاهرة بحضور رئيس الوزراء المصرى ونائب الرئيس الجنوب السودانى للشئون الاقتصادية هذه التفاصيل وتذليل كل العقبات للبدء فورًا فى تنفيذ تلك المشروعات على أرض الواقع

فيما أشار الدكتور على إدريس، الخبير الاقتصادي، إلى أن العلاقات بين مصر وجنوب السودان يمكن الاستفادة منها على عدة جوانب، منها زيادة حجم الصادرات المصرية، لأن جوبا سوق مفتوح أمام الصادرات المصرية، كذلك دعم مشروع إقامة سوق إفريقية مشتركة، ومنطقة تجارية حرة تعزز حركة الاقتصاد بين دول القارة، فضلًا عن الفرص الاستثمارية الكبيرة التى توفرها جوبا حاليًا للمستثمرين المصريين والأجانب، وهذا بالطبع له انعكاسات اقتصادية كبيرة على كل الدول المشاركة فى هذه المشروعات. 

وأكد إدريس أن الشركات المصرية تتمتع بدعم كامل من الدولة، وتقوم الحكومة بتوفير فرص خارجية لدعم تلك الشركات وتوفير فرص للعمالة المحلية بالخارج، ومن ضمن المشروعات الآن إعادة إعمار كلاً من ليبيا والعراق ومشروعات تنمية جنوب السودان، فضلًا عن تمتع جوبا بالوفرة المائية والثروة الحيوانية والمساحات الزراعية ما يسمح للقاهرة بتحقيق تنمية مشتركة معها يستفيد منها شعبى البلدين، وقد عملت مصر على إنشاء صندوق مخاطر الاستثمار فى إفريقيا لتشجيع المستثمرين على دخول السوق الإفريقى وتوفير الحماية والأمان لهم

0 Comments: