قطر ستتخلى عن الاخوان من اجل رجوع العلاقات مع السعودىة وتركيا لإبعاد العقوبات عنها
هل ستتخلى قطر وتركيا عن الإخوان؟
في مرات سابقة طرحنا وجهة نظرنا عبر العديد من المقالات عن جذور الصراعات الملتهبة في المنطقة منذ عقود، ودور «الإخوان والملالي» في إنتاج التنظيمات والمليشيات المتطرفة فكرا، التي جسدت ذلك التطرف إرهابا للوصول إلى السلطة، حتى بات من المتعارف عليه أن (أغلب تلك المليشيات والتنظيمات تحمل وجهين أحدهما سياسي والآخر عسكري إرهابي)، إلى جانب التوظيف الارتزاقي للجهلة باسم الدين
في هذا الخضم المتشابك من العلاقات المتطرفة في المنطقة بين وجوه الإرهاب والتأسلم السياسي تراكمت في الدول العربية كل أشكال (الصراع المفتعل) من طائفية وعرقية وتجاذبات ديموغرافية، وصلت إلى حد التهجير والإبادة (لصناعة خرائط ديموغرافية جديدة)، وخاصة كما اتضح في العراق وسوريا واليمن ولبنان، وكان الداعم والحاضن للإخوان إلى جانب «الغرب» هما تركيا وقطر، باعتقاد قيادة المرحلة في ظل تزعزع القوى العربية وإضعافها المتواصل عبر العقود الماضية
مؤخرا انكشف الوجه الحقيقي للإخوان، وتم إدراج تنظيمهم في العديد من الدول العربية بينها السعودية ومصر باعتباره (تنظيما إرهابيا)، وحملت المرحلة الكثير من المتغيرات التي كشفت مخطط الرهان الغربي على الإخوان والملالي في تقسيم دول المنطقة العربية، والدفع بها نحو حكم الشق السياسي للمليشيات والتنظيمات الإرهابية الإخوانية والشيعية، هذا الانكشاف إلى جانب تنامي (الوعي الشعبي العربي) ضد كل أشكال التأسلم السياسي، بعد المرور بمراحل حرق الدول على أيدي هؤلاء المتطرفين والإرهابيين، يوضح اليوم المأزق الذي يواجهه التأسلم السياسي
«التحالف العربي» الذي حدد الكثير من مسببات الصراع والأزمات في المنطقة يدرك جيدا أنه لكي يكون مؤهلا لقيادة المرحلة العربية الجديدة فلا بد من المواجهة الصعبة لكل أذرع الإرهاب وتنظيماته في المنطقة، ووضع الدول الداعمة (تركيا وإيران وقطر) أمام استحقاقات تلك المواجهة، وأن الأمن الشامل في المنطقة ككل لا يمكن أن يمر مجددا على الجسد العربي وعلى جسد الجغرافيا العربية تخريبا وتمزيقا، كما عملت المخططات، ولذلك فإن من يريد لغة المصالحة والسلام والأمن فلا بد أن يعمل على تلك اللغة لتكون (لغة جمعية) من دون مخططات ومؤامرات وتأزيمات مفتعلة ودعم للإرهاب
ومن ثمَّ فإن الكرة في ملعب تركيا وملعب قطر حاليا، أما فيما يخص نظام الملالي الإيراني فقصة دعمه للمليشيات والإرهاب مرتبطة تماما بالمشروع الإيراني الاستعماري، ولذلك فإن سقوط هذا النظام هو وحده المدخل لسقوط كل الأذرع الإرهابية والمتطرفة المرتبطة به! فهل ستتخلى تركيا وقطر عن الإخوان؟! و بات قريبا سقوط نظام الملالي
في الوقت الراهن يعاني الاقتصاد التركي الكثير من العثرات، والمعارضة التركية يشتد عودها يوما بعد يوم بسبب السياسات الخاطئة لأردوجان، ولذلك فإن تركيا نفسها أمام مفترق طريق، إما أن تواصل دعمها الأهوج للإخوان ولكل ما يهدد أمن واستقرار المنطقة العربية المحيطة بها، وإما أن تلتفت إلى أوضاعها الداخلية وانتشال وضعها الاقتصادي من التردي الكارثي وخاصة مع تصاعد الرفض العربي والأوروبي لسياسات أردوجان التوسعية
وبالمثل فإن قطر التي دخلت في فوهة البركان التركي والإيراني معا من الواضح أن سياستها التأزيمية في كامل المنطقة لن تحقق لها أوهامها التي تعلقت بها في إسقاط المنطقة وقيادة دولها عبر التنظيمات الإرهابية
ولذلك فهي بدورها اليوم مع تصاعد لغة المصالحة الخليجية مدعوة إلى التخلي عن منطلقات تلك الأوهام والعودة إلى حدودها الحقيقية، لتعود رقما عربيا بعد أن تحولت إلى (رقم وهمي في المعادلة الدولية) رغم اعتقادها أنها قوة عظمى
ونسأل مجددا: هل ستتخلى تركيا وتتخلى قطر عن دعم الإخوان؟! ذلك ما ستحدده المتغيرات القادمة
0 Comments: