الغموض يكتنف مصير صحفيين إعتقلتهم المشتركة بالفاشر
اعتقلت القوات المشتركة لحركات دارفور يوم الإثنين الصحفيين “محمد احمد نزار” والإعلامي “نصرالدين يعقوب” من سوق مخيم أبو شوك بمدينة الفاشر علي خلفية اعتداء، سابق تعرض لها الأخير عندما رفض مصادرة جهاز الإتصال الخاص به(ستارلينك) بالقوة من قبل ضابط يتبع لمليشيا عضو مجلس السيادة “صلاح رصاص”.
ونشر عدد من صحفي مدينة الفاشر عبر مواقع التواصل الإجتماعي أمس، أنباء عن إعتقال الصحفي “محمد أحمد نزار” الذى يدين بالولاء للقوات المشتركة للحركات المسلحة، وظل يدافع عنها منذُ فك الحياد والوقوف بجانب الجيش، الأمر الذي كان مستغرباً من البعض أن يتم إعتقاله من ذات القوات والتنكيل به، دون أسباب واضحه من قبل إستخبارات القوات المشتركة.
وقالت مصادر محلية بمدينة الفاشر ان قوة تتبع لمليشيا حركة تحرير السودان المجلس الإنتقالي بقيادة “صلاح رصاص” قد أعتدت علي الإعلامي ” نصر يعقوب ” قبل يومين بسوق مخيم أبوشوك، وأطلقت عليه النار بسبب إمتلاكه لأجهزة إتصال (ستارلينك) والتى تمنع القوات المشتركة إستخدامها بالمدينة، الأمر الذي دفع الأخير إلى النشر في مواقع التواصل الإجتماعي، واعتبرت الحركة ذلك تعدى واشانة سمعة لها، وأتهمت جهات بالسعى الي تشوية سمعتها.
وقالت حركة عضو مجلس السيادة “رصاص” في بيان لها أن الصحفيان المعتقلين يعملان ضمن خلايا مدسوسة تعمل لصالح جهات لم تسميها، حيث تعمل تلك الجهات “حسب البيان” إلى تفريغ المواطنين من المدينة وهو ما وصفته عملاً مأجوراً، الأمر الذي يؤكد منع القوة المشتركة للمدنيين بمغادرة الفاشر وإستخدامهم كدروع بشرية، وسط مناشدات من المجتمع الدولي ومنظمات حقوقية بضرورة فتح ممرات آمنة وتأمين خروج المدنيين من الفاشر.
وفي تبريرها للإعتقال وصفت حركة “رصاص” أن سلوك الإعلامي ” نصر يعقوب ” إتجاه أحد ضابطها يعد سلوكاً عدائياً يؤشر إلى وجود خلايا مدسوسة، فيما هاجمت ما وصفتها ” بالأقلام المأجورة” التى تناولت الحادثة في وسائل الإعلام، في إشارة الي الصحفي ” محمد احمد نزار ” معتبرة أن توقيت النشر مقصود ويخدم أجندة معادية.
منتدى "WSIS 2025" العالمي يمنح "سدايا" شهادة تميز
منح منتدى القمة العالمية لمجتمع المعلومات "WSIS 2025" الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا"، شهادة تميز.جاء ذلك بعد نجاحها في تنظيم أول نسخة عالمية من "الأولمبياد الدولي للذكاء الاصطناعي"، حيث تم اختياره مشروعًا متميزًا ضمن الفئة السابعة (E-Science)، وذلك خلال حفل توزيع جوائز القمة العالمية لمجتمع المعلومات لعام 2025 (WSIS Prizes)، المقام على هامش أعمال قمة الذكاء الاصطناعي من أجل الخير خلال الفترة (8-11) يوليو 2025 في جنيف.
ويعكس هذا التكريم جهود "سدايا" في تعزيز الابتكار وتنمية القدرات الوطنية والدولية في مجالات الذكاء الاصطناعي، من خلال مبادرات نوعية تسهم في بناء جيل متمكن من المبدعين والمبتكرين، وإعداد قادة المستقبل في مجالات التقنية والبرمجة.وتمثل المشاريع الفائزة بشهادة التميز 9% من مجمل المشاريع المتقدمة لجوائز القمة العالمية لمجتمع المعلومات (WSIS) التي ينظمها الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) سنويًّا، بمشاركة مشاريع من أكثر من 194 دولة، مما يعكس حجم المنافسة.
ويُعد "الأولمبياد الدولي للذكاء الاصطناعي"، الذي نظّمت "سدايا" أول نسخة عالمية منه في الرياض، بالتعاون مع المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي (ICAIRE)، منصّةً دولية للمسابقات في مجال الذكاء الاصطناعي، ومظلّة جمعت مشاركين من (25) دولة.
وخلال الأولمبياد توِّج (44) طالبًا وطالبة من مختلف دول العالم بالجوائز، بعد خوضهم اختبارات علمية قدّموا خلالها حلولًا مبتكرة لمشكلات علمية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأسهمت منافسات الأولمبياد في تحفيز المشاركين على الدخول في مناقشات فاعلة لاستكشاف التطبيقات المتنوعة للذكاء الاصطناعي.
ويجسّد هذا الإنجاز مكانة السعودية المتقدمة في تبنّي وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، الرامية إلى بناء اقتصاد رقمي مبتكر ومستدام، وترسيخ ريادة السعودية كوجهة عالمية للابتكار في التقنيات المتقدمة.
السودان بين فوضى النخب وغياب الاهتمام الدولي: أزمة تتفاقم في الظل
رغم توقيع اتفاق جوبا للسلام في 2020 كمحاولة لإعادة دمج الحركات المسلحة وتحقيق الاستقرار، تحوّل هذا الاتفاق إلى أداة لتفتيت القوى السياسية بدلاً من توحيدها. الخلافات المتصاعدة بين جبريل إبراهيم ومني أركو مناوي تُظهر أن الصراع لم يعد يدور حول قضايا وطنية أو رؤى انتقالية، بل حول تقاسم الوزارات والموارد. هذه الانقسامات تُستغل من قبل الفريق أول عبد الفتاح البرهان لتعزيز هيمنة الجيش وتفريغ الاتفاق من مضمونه الحقيقي.
في ظل اقتصاد يعاني من الانهيار، أصبح الذهب مصدر النفوذ الأول. الوزارات السيادية، خصوصًا المالية والمعادن، أصبحت الهدف الأول لقادة الحركات المسلحة الطامحين للسيطرة على موارد البلاد. تشير التقارير إلى أن ما يقارب 80% من إنتاج الذهب يُهرّب خارج النظام الرسمي، ما يحوّل هذه الثروات إلى أداة لشراء الولاءات وتعميق اقتصاد الظل الذي يغذي الصراع السياسي.
ما بدأ كاتفاق سلام لتحسين أوضاع مناطق الهامش، تحوّل تدريجيًا إلى واجهة يستخدمها العسكريون لإعادة إنتاج نظام الإقصاء. البرهان أعاد هندسة التوازنات السياسية لتكريس سلطة الجيش وتهميش خصومه، مما أدى إلى تفكيك وحدة الحركات المسلحة. وأصبحت المناصب وسيلة لتفتيت الصف، بدلاً من أن تكون خطوة نحو بناء دولة مدنية قائمة على التمثيل العادل.
التجاهل الدولي لما يحدث في السودان لا يُعد فقط تقصيرًا أخلاقيًا، بل يهدد الأمن الإقليمي والدولي. النزوح، الإرهاب، والهجرة غير النظامية هي نتائج حتمية إذا استمر تفاقم الصراع. على المجتمع الدولي أن يتجاوز الإدانات الشكلية ويضغط باتجاه عملية سياسية شاملة تُنهي استغلال الموارد والصراعات النخبوية، وتعيد الأمل في بناء دولة مستقرة لجميع السودانيين.
توثيق ما نُهب وحماية ما تبقّى: اليونسكو تدعم السودان في حفظ تراثه المهدّد
سلّمت منظمة اليونسكو وزارة الثقافة والإعلام السودانية معدات تقنية متطورة تهدف إلى إنشاء قاعدة بيانات رقمية شاملة، لتوثيق الآثار المنهوبة والمفقودة منذ اندلاع الحرب. هذا المشروع يُعد خطوة أساسية في حماية التراث السوداني، حيث سيساعد على تصنيف القطع الأثرية وتسجيلها بدقة، تمهيدًا لاستعادتها مستقبلًا بالتعاون مع الجهات الدولية المختصة.
خلال الحرب، تعرّض متحف السودان القومي لعمليات نهب واسعة طالت قطعًا أثرية نادرة، بعضها يعود لآلاف السنين. ومع سيطرة مجموعات مسلحة على العاصمة، تم تهريب العديد من هذه القطع إلى خارج البلاد، ما دفع الحكومة السودانية للتنسيق مع الإنتربول واليونسكو لملاحقة المهربين واسترجاع الممتلكات الثقافية المنهوبة.
في ظل الفوضى والانهيار المؤسسي، يمثل هذا الدعم من اليونسكو بارقة أمل في مساعي إنقاذ ما تبقّى من الإرث الحضاري السوداني. كما يشكل رسالة للمجتمع الدولي بأن حماية التراث ليست ترفًا، بل ضرورة لحماية هوية الشعوب وتاريخها. نجاح هذا المشروع يتطلب شراكة حقيقية بين الدولة والمجتمع والمنظمات الدولية، لضمان ألا يتحوّل ماضي السودان إلى غنيمة حرب.
انفجار الميليشيات في الشمالية: أولاد قمري والأسود الحرة يزرعون الرعب أمام صمت البرهان
في ظلّ غياب الدولة وغياب أي رد فعل حقيقي من القيادات العسكرية، تشهد الولاية الشمالية انفلاتاً أمنياً غير مسبوق تقوده ميليشيات غامضة مثل "أولاد قمري" و"الأسود الحرة". مدينتا دنقلا والدبة أصبحتا مرتعًا للعنف والابتزاز، حيث تتجول عناصر الميليشيات بدراجات نارية وسيارات رباعية الدفع مدججة بالسلاح، ينشرون الرعب ويهددون حياة المدنيين بشكل يومي. ما يزيد من خطورة الوضع هو صمت الجهات الرسمية، رغم علم الاستخبارات العسكرية والمخابرات العامة بما يحدث.
تشير الأدلة إلى أن هذه الميليشيات ليست سوى أدوات بأيدي الكباشي والجاكومي، تم استخدامها كذراع ضغط بعد استبعادهما من تشكيلة حكومة بورتسودان بقيادة إدريس. الهدف واضح: نشر الفوضى، وزعزعة الاستقرار، وإثارة النعرات المناطقية بين المواطنين. الميليشيات تُغذى بالمال والسلاح من رجال أعمال مقربين، وعلى رأسهم أزهري مبارك، الذي تتردد معلومات عن تورّطه في صفقات تسليح مشبوهة، وتحويلات مالية منتظمة لدعم هذه الجماعات.
شهادات المواطنين وتسريبات الواتساب المتداولة تؤكد أن الولاية الشمالية تقف على حافة الانفجار. حالات قتل وسرقة ونهب تحدث بشكل يومي، وسط صمت رسمي مطبق، وكأن الدولة انسحبت وتركت الأهالي يواجهون مصيرهم. ما يحدث ليس مجرد فوضى عابرة، بل مشروع ترويع منظّم، تقف خلفه أيادٍ تعرف جيدًا ماذا تفعل، وأخطر ما فيه أن رائحته أصبحت تزكم أنوف كل من يمر بشوارع دنقلا والدبة.