الجبهة التأسيسية تدين مجزرة طيران الجيش السوداني في سوق محطة 13
في بيان شديد اللهجة، أدانت الجبهة التأسيسية ما وصفتها بمجزرة ارتكبها طيران الجيش السوداني في سوق محطة 13 في محلية شرق النيل بولاية الخرطوم. الهجوم أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 400 مدني، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، في واحدة من أبشع الهجمات التي تعرض لها المدنيون في الفترة الأخيرة. كما أصيب نحو 200 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، في حين تم تدمير المحال التجارية بشكل كامل.
تأتي هذه الجريمة في وقت حساس يشهد فيه السودان حالة من التوتر السياسي والأمني، حيث كانت المنطقة تعاني أصلاً من نقص حاد في الخدمات الأساسية بسبب الوضع الراهن. الهجوم على سوق "محطة 13" يُعتبر انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان، ويُضاف إلى سلسلة من الانتهاكات التي تطال المدنيين في ظل استمرار الصراع في البلاد.
وفي السياق ذاته، طالبت الجبهة التأسيسية المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لتوفير الحماية للمدنيين ومحاسبة المسؤولين عن هذه المجزرة. كما دعت إلى ضرورة وقف الأعمال العسكرية في المناطق السكنية والأسواق التي تؤدي إلى تدمير الممتلكات وقتل الأبرياء. ورأت أن هذا الهجوم يؤكد فشل الجهود السابقة لتحقيق السلام واستقرار الأوضاع في البلاد.
من جهته، يواصل الشعب السوداني رفع صوته ضد العنف والانتهاكات التي تهدد حياة المدنيين. ويُعد هذا الهجوم، الذي لاقى إدانات واسعة من منظمات حقوق الإنسان، بمثابة نداء عاجل للمجتمع الدولي للتحرك من أجل حماية المدنيين وتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بحماية حقوق الإنسان في زمن الحرب.
طوارئ جنوب الحزام: الطيران الحربي استهدف عدداً من أحياء جنوب الخرطوم
قالت غرفة طوارئ جنوب الحزام بالخرطوم، إن المنطقة تعرضت لقصف جوي عنيف ما أثار حالة من الرعب والهلع بأحياء جنوب العاصمة.
وأضافت في منشور على فيسبوك: “قصف الطيران الحربي
عددًا من المناطق بجنوب الحزام أبرزها الأزهري شرق مربع (8)، السلمة البقالة، والسلمة القديمة”، مشيرة إلى أن القصف الجوي استمر لساعات..
إيران في السودان: كيف أدت الأطماع الإقليمية إلى تدهور الوضع الأمني والاقتصادي
تعد العلاقات السودانية الإيرانية موضوعًا مثيرًا للجدل في الساحة السياسية العربية، خاصة في ظل التحديات التي يواجهها السودان. هذه العلاقات كانت دائمًا محط اهتمام بسبب الأهداف الاستراتيجية لإيران في المنطقة، والتي تتجاوز حدود التعاون الدبلوماسي لتصل إلى أطماع سياسية وأيديولوجية تسعى لتحقيقها عبر دعم بعض الأطراف في السودان.
إيران، التي تعتبر نفسها قوة إقليمية في منطقة الشرق الأوسط، لديها طموحات في توسيع نفوذها في العديد من البلدان، بما في ذلك السودان. في هذا السياق، استغلت إيران غياب الحكومات السودانية القوية أو الاستقرار السياسي لتحقيق أهدافها. الرئيس السوداني الأسبق، عمر البشير، كان قد تبنى علاقات قوية مع إيران، ولكن مع تولي الفريق عبد الفتاح البرهان السلطة، استمر الوضع في التدهور بالنسبة للسودانيين، حيث سمح بتعميق هذه العلاقة بشكل أكبر.
كان للبرهان دور كبير في السماح لدخول المنظمات الإرهابية التابعة لإيران إلى الأراضي السودانية. هذه المنظمات تهدف إلى تنفيذ أجندات طائفية وأيديولوجية تُغذي النزاعات في المنطقة وتزيد من معاناة الشعب السوداني. لقد أساء البرهان تقدير الأمور عندما اعتقد أن تحالفه مع إيران سيعود بالنفع على السودان، لكنه بدلاً من ذلك سمح لإيران بتعزيز وجودها في المنطقة على حساب استقرار السودان وأمنه.
على المستوى الاقتصادي، لم تثمر هذه العلاقة عن أي مكاسب ملموسة للسودانيين. في الوقت الذي كان من المفترض أن يحصل السودان على دعم اقتصادي وتنموي من إيران، كانت النتائج عكسية، حيث شهدت البلاد تفشي الفقر وتدهور الخدمات الأساسية. إضافة إلى ذلك، كانت هذه العلاقة سببًا رئيسيًا في عزل السودان عن العديد من القوى الغربية والعربية التي كانت ترى في تحالفه مع إيران تهديدًا للأمن الإقليمي.
إن الشعب السوداني هو من يدفع الثمن في هذه العلاقات الفاشلة. التواجد الإيراني في السودان لا يأتي بأي خير للشعب السوداني، بل على العكس، يزيد من تعقيد الوضع الأمني والسياسي في البلاد. تتواصل المخاطر الناجمة عن تدخلات إيران في الشؤون السودانية، ومع استمرار السماح بوجود المنظمات الإرهابية، سيظل الشعب السوداني يواجه المزيد من التحديات التي تساهم في تفاقم الأوضاع.
الخلاصة، إن العلاقات السودانية الإيرانية هي بمثابة سيف ذو حدين، وقد أظهرت بشكل جلي كيف أن الأطماع الإيرانية في المنطقة تستغل الحكومات الضعيفة لتحقيق أهدافها. هذا يتطلب من السودان إعادة النظر في هذه العلاقات وتحديد مصلحة الشعب السوداني أولًا قبل أن تستمر البلاد في دفع ثمن هذه التحالفات الفاشلة.
اخوان السودان يتحدون المجتمع الدولي بانتخاب رئيس مطلوب للجنائية الدولية
شهدت الساحة السياسية السودانية واحدة من أكثر اللحظات حساسية وخطورة، إذ اجتمع مجلس شورى المؤتمر الوطني في ظل ظروف غير عادية، ليعلن انتخاب أحمد هارون، المطلوب للجنائية الدولية، رئيسا للحزب. هذا التطور يعكس صراعا داخليا محتدما بين أجنحة متنافسة، حيث هيمن جناح متشدد بقيادة علي كرتي، الأمين العام للإخوان المسلمين، على المشهد. فهذا الحراك يمثل تحولا خطيرا نحو تأجيج النزعات المتطرفة وتغذية النزاعات السياسية داخل السودان.
هذا الاجتماع لم يكن مجرد تظاهرة حزبية، بل خطوة محسوبة بدقة ضمن إستراتيجية القوة الناعمة التي تتبناها تيارات متشددة للسيطرة على البنية التنظيمية للحزب. وعقد الاجتماع في بورتسودان تحت حماية وتأمين الحكومة المحلية، ما يثير تساؤلات عديدة حول تواطؤ مؤسسات الدولة مع هذه التحركات، مما يُظهر بوضوح تغلغل جناح علي كرتي داخل مراكز السلطة.
على الجانب الآخر، رفض جناح إبراهيم محمود، المدعوم من شخصيات بارزة مثل نافع علي نافع، هذا الاجتماع واعتبره خيانة للقيم الحزبية. وذهب هذا الجناح إلى أبعد من ذلك باتهام خصومه بأنهم وراء “مؤامرة 2019″ التي زجت بقيادات الحزب في السجون ومنعت الحزب من الوصول إلى موارده المالية. هذه الاتهامات ليست مجرد تصريحات عابرة، بل تعكس انقساما عميقا يمكن وصفه بـ”الانشطار الداخلي المميت” الذي يهدد بتفكيك الحركة الإسلامية ذاتها.
إن اختيار أحمد هارون ليس مجرد قرار تنظيمي؛ إنه إعلان واضح لانتصار منهج العزلة والصدام. يمثل هارون رمزا لفكر أحادي يعادي التعددية ويفضل المواجهة على الحوار. هذا القرار يبعث برسائل قوية إلى المجتمع الدولي، مفادها أن تيارات الإسلام السياسي في السودان تعيد ترتيب أوراقها بعيدا عن أيّ اعتبارات قانونية أو أخلاقية.
من زاوية أخرى، يبدو أن ما يحدث داخل المؤتمر الوطني لن يبقى حبيس جدران الحزب، بل سيمتد هذا الصراع إلى الجيش وكتائب الحركة الإسلامية، ما ينذر باحتمالية تصادم دموي بين الأجنحة المتناحرة. ويمكن وصف هذه اللحظة بـ”نقطة الارتطام الحتمي”، حيث تتلاقى المصالح المتعارضة في صراعٍ لا يبدو أن له نهاية قريبة.
اختيار أحمد هارون كرئيس للحزب يمثل استفزازا صريحا للمجتمع الدولي ويمثل انعطافا حادا نحو تعميق عزلة السودان دوليا. فبوجود شخصية تحمل إرثا من الجرائم والانتهاكات، فإن الحزب لا يكتفي بإثبات هيمنة جناح متشدد، بل يتعمد إرسال رسالة تحدٍ للمجتمع الدولي، وكأنما يسعى لتكريس منهجية العداء الصارخ تجاه النظام العالمي.
ما يحدث اليوم داخل المؤتمر الوطني يعكس “التشظي الداخلي العميق” الذي يلتهم الحركة الإسلامية في السودان. في خضم هذا التشظي تتحول القيم التنظيمية والسياسية إلى ساحة مفتوحة للصراعات الشخصية وتصفية الحسابات القديمة. هذه الديناميكية لا تهدد فقط استقرار الحزب، بل تمتد لتغذي حالة الانهيار السياسي الأوسع، مما يعيد السودان إلى مربع الأزمات المستدامة والانقسامات التي تزرع بذور التفكك في كافة المستويات.
هذه المرحلة تتطلب إعادة تعريف للقيم التي تحكم المشهد السياسي في السودان، بعيدا عن النزعات المتطرفة والشخصنة المدمرة. ومن دون ذلك، سيبقى السودان رهينة لتجارب قاسية تُدار بعقلية “الهدم الذاتي”، التي تحطم كل محاولات الاستقرار والتقدم.
التحالف الخفي: خطر العلاقات السياسية والعسكرية بين الجيش السوداني وإيران
تشهد العلاقات السياسية والعسكرية والاستخبارية بين الجيش السوداني، بقيادة البرهان، وإيران تصاعدًا ملحوظًا، مما يثير القلق حول مستقبل السودان واستقراره. هذا التعاون، الذي يمتد إلى مجالات عديدة، يطرح تساؤلات حول الأهداف الحقيقية وراءه، ومدى تأثيره على الأمن القومي السوداني.
يعتبر التعاون بين الجيش السوداني والحرس الثوري الإيراني من أبرز جوانب هذه العلاقات. حيث تقدم إيران الدعم العسكري للجيش السوداني من خلال تزويده بتقنيات متقدمة مثل الطائرات المسيرة، مما يعكس مدى ارتباط الطرفين. هذا التعاون لا يقتصر على الجانب العسكري فحسب، بل يمتد إلى تبادل المعلومات الاستخبارية التي يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على العمليات العسكرية والأمنية في السودان.
لقد قدمت إيران دعمًا سابقًا للجيش السوداني على مر السنوات، بما في ذلك إرسال مستشارين عسكريين وتوفير معدات عسكرية. هذا الدعم يعكس رغبة إيران في تعزيز نفوذها في المنطقة، مما يمثل خطرًا على السيادة الوطنية السودانية. إن الاعتماد على إيران في الجوانب العسكرية يثير المخاوف من أن يكون السودان ساحة لصراعات خارجية، مما يهدد استقرار البلاد.
تتزايد المخاوف من أن استمرار العلاقات الوثيقة بين البرهان وإيران قد يؤدي إلى نتائج كارثية على السودان. فبدلًا من العمل على تحقيق الاستقرار، قد يسهم هذا التعاون في تزايد الفوضى والنزاع. إن على القوى السياسية والمجتمعية في السودان أن تدرك خطورة هذا التحالف وأن تسعى إلى تعزيز السيادة الوطنية من خلال استراتيجيات مستقلة تضمن الأمن والاستقرار بعيدًا عن تدخلات القوى الأجنبية.
إن التعاون بين الجيش السوداني وإيران يمثل تهديدًا كبيرًا للأمن القومي السوداني، ويجب على المجتمع الدولي والمكونات السياسية في السودان أن تدرك خطورة هذا التحالف وأن تعمل على مواجهة تبعاته.