ملايين الدولارات.. الجيش والإخوان ينهبون أموال السودانيين
ملايين الدولارات.. الجيش والإخوان ينهبون أموال السودانيين
ضمن تنافس القيادات في الحركة الإسلامية (الكيزان- إخوان السودان) والعسكرية في الجيش السوداني، على موارد الفساد ونهب الأموال العامة، كشفت مستندات وتقارير مالية عن تحويلات مالية ضخمة لأموال تخص الشعب السوداني لتمويل الجيش وكتائب الإخوان المسلمين، التي تخوض الحرب ضد قوات الدعم السريع منذ 15 نيسان (أبريل) من العام الماضي، من أجل عودة النظام الشمولي السابق إلى الحكم مرة أخرى.
وفتحت حرب 15 نيسان (أبريل) الباب واسعاً لعمليات الفساد والتهام أموال الشعب الجائع في معسكرات النزوح باسم “حرب الكرامة” المزعومة.ووفق ما نقل فإنّ مبالغ مالية طائلة حُولت من حسابات بنك السودان المركزي بالداخل والخارج إلى شركات الجيش السوداني بعد "حرب أبريل"، وذلك بعد إسناد أمر بنك السودان المركزي إلى الفريق "ياسر العطا" الذي تعاونه شبكة من رجال الأعمال الفاسدين .
وأظهرت هذه التحويلات تورط شركات معروفة في إشعال الحرب، يقف على إدارتها قيادات من الإخوان. كما أظهرت التقارير عن تورط تجار ورجال أعمال بأسمائهم وشركاتهم في دعم الحرب.وعلى الرغم من مرور نحو 5 أعوام على الإطاحة بتنظيم الإخوان، إلا أنه لايزال يتمتع بنفوذ مالي كبير يستخدمه في تنفيذ أجندته الإرهابية، ودعم الحرب.
وتمكن التنظيم خلال الأعوام الثلاثين الماضية من بناء قاعدة مالية ضخمة قدرت بأكثر من 100 مليار دولار؛ وذلك بفعل تمكين عناصره من كل مفاصل الدولة الاقتصادية والتجارية، مقابل دفع حصص من عائداتهم وأرباحهم لخزينة الحزب، وفق تقرير.واستخدم التنظيم تلك الأموال في بناء علاقات مع العديد من التنظيمات الإرهابية والمشابهة في العديد من البلدان، الأمر الذي ورطه في عمليات إرهابية كبيرة زجت باسم السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وبعد الإطاحة بنظام الإخوان في 2019، اعتقلت لجنة سودانية شكلت لإزالة تمكين نظام الإخوان عدد من قادة الاخوان بسبب أنشطتهم المالية المشبوهة والمرتبطة بالأرهاب قبل أن يطلق سراحهم في أعقاب انقلاب الخامس والعشرين من تشرين الاول (أكتوبر) 2021.
ووفقا للمحلل الاقتصادي وائل فهمي، فإن واحدا من الأسباب التي قوّت موقف الإخوان المالي هو تحويلهم الدولة إلى "دولة الحزب" بحيث أصبحت كل الوزارات والمؤسسات ال33حكومية تأتمر بأمر الحزب وليس مؤسسات الدولة، نظرا لإحلال كل الوظائف القيادية والوسيطة بكوادر حزبية ملتزمة بخط الحزب، وتضع بالتالي مصلحة الحزب فوق مصلحتها.
ويقول فهمي في تصريح صحفي : "صادرات الدولة ووارداتها وحتى العقود الحكومية كانت تمنح بشكل ممنهج لعناصر التنظيم، مقابل نسبة محددة تذهب مباشرة لخزينة التنظيم بمساعدة وزارة المالية والبنك المركزي، وهو ما أدى إلى تمدده اقتصاديا بشكل ظاهر".
استخدم التنظيم الأموال الضخمة التي اكتنزها خلال فترة حكمه في السودان والتي يحفظها في حسابات سرية وفي شركات مجهولة، في بناء علاقات مع العديد من التنظيمات المتطرفة والمشابهة في العديد من البلدان الامر الذي ورطه في عمليات إرهابية كبيرة.
فان لمعت أسماء لأثرياء في الإخوان عقب انقلاب 1989، وهم أعضاء في حزب المؤتمر الوطني الذي كان يترأسه الرئيس المعزول عمر البشير، إلى جانب عدد من افراد عائلته، المتهمين لدى الرأي العام بإدارة استثمارات ضخمة داخل وخارج البلاد.
وفي النهاية فان قادة القوات المسلحة مسنودين بعناصر من الإخوان المسلمين يواصلون نهب أموال الشعب السوداني، الذي يعيش في الوقت الراهن اسوأ ايام حياته، بسبب المجاعات وعدم الاستقرار والفوضى والقتل على الهوية، والتحويلات المالية من خزينة الدولة إلى صالح شركات الجيش، يعكس حجم الفساد بحجة الصرف على الحرب، وهذا يعد دافعا جديدة للكثيرين لاطالة امد الحرب.
0 Comments: