تعاون مصري - ليبيي لمواجهة الإرهاب الذي تسببت فيه تركيا على الحدود الغربية
طرابلس - تخطو مصر وليبيا خطوات هامة لتحقيق التقارب والتعاون في مواجهة عدد من التحديات في مقدمتها تحدي الأمن ومكافحة الإرهاب والذي تصاعد في الغرب الليبي منذ أن تدخلت تركيا بقواتها ومرتزقتها لدعم ميليشيات حكومة الوفاق السابقة
وفي هذا الصدد أعلنت مصر وليبيا، الثلاثاء، اتفاقهما على تسيير دوريات حدودية وإقامة نقاط مراقبة والتعبئة ضد الإرهاب وذلك في بيان ختامي مشترك أعلنته الحكومة الليبية في نهاية زيارة رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي لطرابلس وهي الأولى من نوعها لرئيس حكومة مصرية منذ 2010
وتم الاتفاق بين الجانبين على إنشاء منظومة معلومات وقاعدة بيانات مشتركة لمكافحة الإرهاب، ورصد ومتابعة وتبادل المعلومات حول الأنشطة الإرهابية، وحصر العناصر الإرهابية في البلدين. إضافة الى إعداد دليل موحد للعناصر المطلوبة، والمشتبه فيها، وتسيير دوريات حدودية مشتركة، وإقامة نقاط أمنية ومراقبة على طول الحدود البرية والبحرية، والتعبئة العامة ضد تمويل الإرهاب
وأكدا على تبادل الخبرات بين البلدين في هذا المجال، وتشكيل قوات مشتركة بين البلدين لمكافحة الإرهاب ميدانيا، وفكريا، وإعلاميا". كما تم "التأكيد على دور مصر، ومساهماتها البناءة في ضبط الأمن المشترك، والاستقرار بما يضمن سلامة أراضي الجانبين
ولم يشمل التعاون المجال الأمني فقط اتفق الجانبان على تبادل الخبرة والرأي لإجراء العملية السياسية التي تؤدي للانتخابات العامة في 24 ديسمبر بطريقة سلسلة ومحددة
كما قررا استئناف رحلات الطيران بين البلدين، وفتح الخطوط البحرية للركاب والشحن بين موانئ البلدين" اضافة الى " عقد اجتماعات الدورة الحادية عشرة للجنة العليا المشتركة الليبية المصرية لتبادل المعلومات المتعلقة بمكافحة التهريب وتفعيل وتعديل الاتفاقيات السابقة المتعلقة بالاستثمارات المشتركة
كل هذه المكاسب التي تحققها مصر لا يبدو انها ترضي الجانب التركي الذي ينظر بقلق لجهود مصر في العودة الى الساحة الليبية خاصة مع إعادة فتح السفارة وتنشيط دبلوماسيتها
وتسعى مصر لإعادة الاستقرار الى ليبيا وتطالب بخروج المرتزقة والقوات الأجنبية وهو امر طالبت "اللجنة الرباعية بشأن ليبيا" التي تضم جامعة الدول العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي به
ودعا بيان صادر عن اللجنة بعد اجتماع لقادتها عبر الفيديو الى الامتثال التام لحظر السلاح والانسحاب الفوري وغير المشروط لكافة القوات الأجنبية والمرتزقة من كافة أراضى ليبيا بشكل يعيد بالكامل لليبيا مبادئها ويحافظ على وحدتها الوطنية واستقلالها وسلامة أراضيها
ودانت اللجنة الرباعية خلال اجتماعها الانتهاكات المستمرة لحظر السلاح المفروض من الأمم المتحدة وشددت على أن كافة التدخلات العسكرية الخارجية في ليبيا غير مقبولة
كما شددت اللجنة أيضا على الحاجة الملحة للوصول الى حل شامل ودائم للتهديد الذي تمثله الجماعات المسلحة والميليشيات، وطالبوا بالتنفيذ المتواصل لإجراءات لتحديد وتفكيك هذه الجماعات بشكل كامل
ومن المؤكد ان هذه المواقف موجهة لكل الدول التي تملك قواتا ومجموعات مسلحة في ليبيا لكنها تستهدف بشكل كبير تركيا التي تصر على نهجها التصعيدي وترفض سحب مرتزقتها وتناور في هذا المجال
0 Comments: