الثلاثاء، 4 يونيو 2024

حرب السودان تدخل قاعات الامتحانات المدرسية

 

السودان

حرب السودان تدخل قاعات الامتحانات المدرسية


في السودان، طالت نيران الحرب المدارس، فوجد طفل في الصف السادس الابتدائي نفسه مطالبا بالتورط في المعارك، لغويا، حتى يحصد الدرجات.هذا ما حدث في امتحان إتمام شهادة المرحلة الابتدائية، لأطفال لا تتجاوز أعمارهم 11 عاما، إذ اصطدموا بسؤال حول دعم الجيش السوداني في الحرب المستمرة منذ نحو 14 شهرا في البلاد. 

ووفق منشور متداول على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، طُلب من التلاميذ الكتابة في واحد من أربعة مواضيع توزعت على التالي:

الموضوع الأول: يوم سعادة وفرح قضيته مع أصدقائك.

الموضوع الثاني: كيف تقضي أوقات فراغك؟

الموضوع الثالث: صف حديقة جميلة زرتها؟

الموضوع الرابع: وقفت مخاطبا تلاميذ مدرستك تحثهم وتدفهم للوقوف مع الجيش السوداني في معركة الكرامة ضد أعداء الوطن.. ماذا قلت لهم؟



سؤال صعب على طفل لم تكتمل مداركه بعد، ولا يعلم عن الحرب سوى مرارة النزوح أو صعوبات اللهو، وحتى الغياب عن المدارس خوفا من شظايا المعارك المتطايرة على الحياة المدنية. ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.

عسكرة المدارس

ولم يكن هذا السؤال، أول علامات عسكرة المدارس في السودان إثرالحرب، إذ توقفت عملية التعليم لأكثر من 11 مليون طفل، بينهم 3.6 مليون يواجهون خطر العودة إلى الأمية بسبب الانقطاع الطويل عن الدراسة، بحسب تقارير محلية.بينما تعرضت مئات المدارس في مناطق النزاع للاستهداف والتدمير من قبل طرفي الحرب، واستخدمت أخرى كدور لإيواء النازحين الفارين من القتال وباتت خارج الخدمة. 

الأكثر من ذلك، أدى تمدد مساحة الحرب من الخرطوم إلى ولايات الجزيرة، دارفور، سنار وكردفان، إلى تعرض العديد من المؤسسات التعليمية للاستهداف من قبل الجيش والدعم السريع، حيث تحولت بعض هذه المؤسسات التعليمية إلى منصات لمضادات الطيران بولاية الخرطوم، مثل مدرسة المصباح بأمبدة وحلويات سعد.

 استخدمت خمس مدارس أخرى من كلا الطرفين كثكنات عسكرية، مما أدى إلى تدميرها بشكل كامل، و3 مدارس استخدمت كمراكز استنفار بولاية البحر الأحمر.وفي بعض المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، جرى تدمير البنية التحتية لعدد من المدارس بالكامل وسرقة جميع الأثاثات المدرسية وخلع حتى أبواب وشبابيك الفصول ومكاتب المعلمين، بحسب المصدر ذاته.


ويجد 5 ملايين طفل أنفسهم محاصرين في مناطق النزاع النشط، وهو ما يعرضهم لخطر فقدان الوصول الحاسم إلى التعليم وخدمات الحماية الأساسية، وفق منظمة إنقاذ الطفولة.انطلقت مطلع الشهر الجاري، بمقرات بعثات السودان الدبلوماسية بعدد من العواصم، امتحانات الشهادة الابتدائية وسط اهتمام رسمي وشعبي من ذوي الطلاب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق