الأحد، 24 أغسطس 2025

جدل واسع في السودان بعد واقعة الطبيبة روعة في مروي.. هل تحمي صلات البراء من المساءلة؟

 

الطبيبة روعة

جدل واسع في السودان بعد واقعة الطبيبة روعة في مروي.. هل تحمي صلات البراء من المساءلة؟


في مشهد قاسي هز مدينة مروي، لم تكن أصوات الطائرات أو وقع الاشتباكات هي ما دوّى في ذلك النهار، بل كان صراخ البشر أكثر وقعاً، وكانت آثار الحادث على الإسفلت أبلغ من أي قذيفة. في لحظة خاطفة، تعرضت الطبيبة السودانية روعه عاء الدين، نائبة اختصاصية التخدير


 لاعتداء جسيم عند بوابة المدينة الطبية، لتسقط بين أيدي زملائها الذين حاولوا إنقاذها، لكنها فارقت الحياة قبل أن تُغلق عينيها. الطبيبة التي اعتادت أن تعيد الحياة للمرضى تحت أجهزة التخدير، وجدت نفسها عاجزة عن حماية حياتها من شخص كان يوماً الأقرب إليها: زوجها السابق.


الواقعة لم تحدث في زقاق مظلم أو على أطراف مدينة منهكة بالحرب، بل في وضح النهار، أمام أعين المارة، وفي مكان يُفترض أن يكون ملاذاً للشفاء. وهنا تتجلى فداحة المشهد، حيث تحولت مساحة يفترض أن تكون آمنة إلى ساحة لتصفية حسابات شخصية، في مشهد يعكس كيف يمكن أن تُستنسخ مآسي الحرب الكبرى في تفاصيل الحياة اليومية، على جسد امرأة كانت تحمل حلماً بسيطاً: أن تصبح اختصاصية تخدير.

بيان صادر عن مستشفى الضمان في مروي أكد أن المعتدي سبق له أن تورط في واقعة مشابهة داخل حرم المستشفى نفسه، وأن بلاغاً قانونياً فُتح ضده حينها، لكنه خرج من السجن سريعاً ليكرر فعلته بعد فترة وجيزة، ما فتح الباب أمام تساؤلات واسعة حول كيفية إفلاته من العقاب رغم تكرار الاعتداء.


 ناشطون أشاروا إلى صلاته بمجموعة “البراءون”، وهي ميليشيا تقاتل ضمن صفوف الجيش في معركة الكرامة، وهي صلة يرى فيها كثيرون سبباً لحمايته من المساءلة، ومنحه حصانة غير معلنة ضد الردع القانوني.

هناك تعليقان (2):

  1. في بلد أنهكته الحرب، سقطت د. روعة عاء الدين ضحية لعنف لم يأتِ من العدو، بل من داخل البيت، ومن شخص يفترض أن يحمي لا أن يقتل. قُتلت أمام المستشفى الذي كانت تحيي فيه الآخرين، ووسط صمت قانوني مريب.

    ردحذف
  2. تكرار الجريمة، ونجاة الجاني رغم سوابقه، يكشف مدى تغوّل المليشيات على العدالة. ارتباط القاتل بـ"البراءون" ليس مجرد تفصيل، بل مفتاح لفهم لماذا لا يُحاسَب القتلة ما داموا يرفعون بندقية "الكرامة".

    ردحذف