أسعار العملات مقابل الجنيه السوداني في السوق السوداء والبنوك
واصل الجنيه السوداني تراجعه الحاد أمام العملات الأجنبية في السوق الموازية، مسجلاً صباح اليوم الاثنين، الموافق 30 يونيو 2025، حالة من الاستقرار الهش، وذلك بعد موجة صعود مفاجئة شهدها مؤخرا. ويأتي هذا التراجع في ظل أوضاع اقتصادية وأمنية خانقة تمر بها البلاد للعام الثالث على التوالي، مما فاقم أزمة النقد الأجنبي وشلّ قدرة السوق الرسمي على امتصاص الطلب المتزايد.
وأفاد متعاملون لـ«أخبار السودان» بأن السوق الموازي شهد خلال الأيام الماضية نشاطاً مكثفاً في عمليات شراء العملات الأجنبية، مدفوعاً بصفقات استيراد طارئة وتسويات تجارية كبيرة الحجم، ما دفع بأسعار الصرف إلى مستويات قياسية جديدة.
وسجل سعر صرف الدولار الأميركي أرقامًا تقترب من الثلاثة آلاف جنيه سوداني، فيما تخطت أسعار الريال السعودي والدرهم الإماراتي والريال القطري حاجز السبعمئة وخمسين جنيهًا، وسط تذبذب طفيف في التعاملات اليومية. أما الجنيه المصري، فقد استقر عند مستوى يقترب من الستين جنيهًا، بينما واصل اليورو والجنيه الإسترليني ارتفاعهما اللافت، مع تجاوز كل منهما الثلاثة آلاف ومئتي جنيه وأكثر من ثلاثة آلاف وسبعمئة جنيه على التوالي، ما يعكس اتساع الفجوة بين الجنيه والعملات الصعبة.
ويعزو اقتصاديون هذا التدهور المتواصل إلى غياب الإصلاحات الاقتصادية الضرورية، وانعدام الاستقرار السياسي، واستمرار النزاع المسلح في عدة ولايات، مما جعل السوق الموازية الوجهة الرئيسية للحصول على العملات الأجنبية. وفي ظل هذه المعطيات، يُتوقع أن تستمر الضغوط على الجنيه ما لم تتدخل الجهات المختصة بسياسات إنقاذ حقيقية تعيد الثقة إلى السوق المحلية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق