إيران في السودان: كيف أدت الأطماع الإقليمية إلى تدهور الوضع الأمني والاقتصادي
تعد العلاقات السودانية الإيرانية موضوعًا مثيرًا للجدل في الساحة السياسية العربية، خاصة في ظل التحديات التي يواجهها السودان. هذه العلاقات كانت دائمًا محط اهتمام بسبب الأهداف الاستراتيجية لإيران في المنطقة، والتي تتجاوز حدود التعاون الدبلوماسي لتصل إلى أطماع سياسية وأيديولوجية تسعى لتحقيقها عبر دعم بعض الأطراف في السودان.
إيران، التي تعتبر نفسها قوة إقليمية في منطقة الشرق الأوسط، لديها طموحات في توسيع نفوذها في العديد من البلدان، بما في ذلك السودان. في هذا السياق، استغلت إيران غياب الحكومات السودانية القوية أو الاستقرار السياسي لتحقيق أهدافها. الرئيس السوداني الأسبق، عمر البشير، كان قد تبنى علاقات قوية مع إيران، ولكن مع تولي الفريق عبد الفتاح البرهان السلطة، استمر الوضع في التدهور بالنسبة للسودانيين، حيث سمح بتعميق هذه العلاقة بشكل أكبر.
كان للبرهان دور كبير في السماح لدخول المنظمات الإرهابية التابعة لإيران إلى الأراضي السودانية. هذه المنظمات تهدف إلى تنفيذ أجندات طائفية وأيديولوجية تُغذي النزاعات في المنطقة وتزيد من معاناة الشعب السوداني. لقد أساء البرهان تقدير الأمور عندما اعتقد أن تحالفه مع إيران سيعود بالنفع على السودان، لكنه بدلاً من ذلك سمح لإيران بتعزيز وجودها في المنطقة على حساب استقرار السودان وأمنه.
على المستوى الاقتصادي، لم تثمر هذه العلاقة عن أي مكاسب ملموسة للسودانيين. في الوقت الذي كان من المفترض أن يحصل السودان على دعم اقتصادي وتنموي من إيران، كانت النتائج عكسية، حيث شهدت البلاد تفشي الفقر وتدهور الخدمات الأساسية. إضافة إلى ذلك، كانت هذه العلاقة سببًا رئيسيًا في عزل السودان عن العديد من القوى الغربية والعربية التي كانت ترى في تحالفه مع إيران تهديدًا للأمن الإقليمي.
إن الشعب السوداني هو من يدفع الثمن في هذه العلاقات الفاشلة. التواجد الإيراني في السودان لا يأتي بأي خير للشعب السوداني، بل على العكس، يزيد من تعقيد الوضع الأمني والسياسي في البلاد. تتواصل المخاطر الناجمة عن تدخلات إيران في الشؤون السودانية، ومع استمرار السماح بوجود المنظمات الإرهابية، سيظل الشعب السوداني يواجه المزيد من التحديات التي تساهم في تفاقم الأوضاع.
الخلاصة، إن العلاقات السودانية الإيرانية هي بمثابة سيف ذو حدين، وقد أظهرت بشكل جلي كيف أن الأطماع الإيرانية في المنطقة تستغل الحكومات الضعيفة لتحقيق أهدافها. هذا يتطلب من السودان إعادة النظر في هذه العلاقات وتحديد مصلحة الشعب السوداني أولًا قبل أن تستمر البلاد في دفع ثمن هذه التحالفات الفاشلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق